أكثر جهادية مطلوبة في فرنسا تعيش حرة في سوريا على الرغم من مشاركتها في خمس جرائم قتل
لا تزال إرهابية داعش الأكثر طلباً لدى السلطات في فرنسا وأوروبا، والتي تسببت في مقتل خمسة أشخاص على الأقل، فارة من العدالة بعد عقد من ارتكاب جرائمها الوحشية.
قبل عشر سنوات من اليوم، حاصر أميدي كوليبالي، زوج حياة بومدين، متجراً لمأكولات الكوشير اليهودية في شرق باريس. وبعد خمس ساعات، قتل فيليب براهام (45 عاماً)، ويوهان كوهين (22 عاماً)، ويواف حطاب (21 عاماً)، وفرانسوا ميشيل سعادة (64 عاماً)، بالإضافة إلى ضابطة الشرطة كلاريسا جان فيليب (27 عاماً).
قُتل كوليبالي في مكان الحادث لكن زوجته نجت. وفي عام 2020، أدينت غيابياً وحُكم عليها بالسجن لمدة 30 عاماً لمساعدتها كوليبالي في المذبحة. اليوم، أكد مسؤولو مكافحة الإرهاب في باريس أن بومدين لا تزال المرأة الأكثر طلباً في فرنسا. وقال متحدث باسم مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب: “وفقاً لمعلوماتنا، فهي لا تزال على قيد الحياة وفي سوريا”.
وبومدين مواطنة فرنسية ولدت في عام 1988 لعائلة مهاجرة جزائرية في ضاحية فيلييه سور مارن الباريسية. توفيت والدتها عندما كانت في الثامنة من عمرها، وكان والدها غائباً، مما يعني أنها نشأت في رعاية أسرة حاضنة، إلى جانب إخوتها وأخواتها الستة.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى مقتل بومدين في غارة جوية على بلدة الباغوز السورية ـ آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ـ في عام 2019، لكن اتضح لاحقاً أنها غير دقيقة.
وقالت السلطات التركية إن بومدين وصلت إلى مطار اسطنبول في تركيا قادمة من مدريد، قبل أن تتوجه إلى سوريا بعد ستة أيام، مشيرة إلى إنها لم تتلق أي طلب من الحكومة الفرنسية حينئذ لمنعها من دخول البلاد.
ونشرت صحيفة “أخبار تركيا” مقطعاً مصوراً ظهرت فيه بومدين مع رجل آخر. وقال مسؤولون أتراك لبي بي سي حينئذ إن الرجل هو مهدي صبري، الذي تعود أصوله إلى إحدى دول شمال إفريقيا، وهو غير مدرج على قائمة المراقبة.
وقال شهود عيان لضباط استخبارات فرنسيين إن بومدين تستخدم التنكر والأسماء المستعارة للتهرب من العدالة. وذكر مصدر لصحيفة لو باريزيان أن تنظيم داعش خصص لها في البداية شقة تحتوي على كل الأجهزة المنزلية الضرورية..
وظهرت بومدين في إحدى مجلات الدعاية التابعة لداعش على الإنترنت، وهي تتفاخر “بالانضمام إلى الخلافة دون صعوبة”، قائلة: “لعنة الله على فرنسا”. كما أشادت بزوجها الراحل الذي توفي في متجر هايبر كوشير في شرق باريس. وبعد أن مرت بفترة “ترمل” دامت نحو أربعة أشهر، تزوجت بومدين من مقاتل آخر في داعش تونسي يدعى أبو طلحة. ومع انهيار الخلافة المزعومة، وتفكك قوات داعش، هربت إلى وجهة مجهولة.
ولا تزال مذكرة الاعتقال الصادرة بحق بومدين قائمة، بعد أن وضعتها المخابرات الفرنسية في بلدة الهول السورية في صيف عام 2019، حيث يضم أحد مخيمات الاعتقال هناك آلاف النساء والأطفال، بما في ذلك العديد من النازحين من خلافة داعش المزعومة.
ويقال إن بومدين ساعدت أيضاً سعيد وشريف كواشي، الأخوين اللذين نفذا الهجوم على مكاتب شارلي إبدو في 7 يناير / كانون الثاني 2015. وفي حين تم العثور على حمضها النووي على أسلحة مخزنة لدى زوجها كوليبالي، يقول المدعون إنها أجرت أكثر من 500 مكالمة هاتفية إلى منزل شريف كواشي في الفترة التي سبقت هجم شارلي إبدو.
وأعلن كل من تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة مسؤوليتهما عن هجمات عام 2015، والتي كانت بداية موجة من الإرهاب في جميع أنحاء فرنسا.