هيئة رقابية أمريكية تحذر: تنظيم داعش في خراسان لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لأفغانستان والاستقرار الإقليمي

لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، المعروف باسم ولاية خراسان، يشكل تهديداً كبيراً للبلاد والاستقرار الإقليمي وفقاً لتقرير جديد صادر عن مكتب المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيجار).
وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش في خراسان أعلن مسؤوليته عن 60 هجوماً في عام 2024، بما في ذلك حوادث في أفغانستان وإيران وروسيا وباكستان وتركيا. ويمثل هذا الرقم زيادة بنحو 40 في المائة عن هجماته في عام 2023.
كما أفاد مكتب “سيجار” أن تنظيم داعش في خراسان تبنى اغتيال خليل الرحمن حقاني، وزير اللاجئين في حركة طالبان، وهو الهجوم الذي أثار تقارير عن خلافات داخلية داخل الحركة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أقر نائب وزير خارجية طالبان، شير محمد عباس ستانيكزاي، بوجود خلافات داخل الحركة حول قضايا سياسية واقتصادية وثقافية، لكنه وصفها بأنها “ظاهرة صحية”.
وكان حقاني، الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه إرهابي عالمي، شخصية بارزة في “شبكة حقاني” وعم وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني. ولطالما اتُهمت الشبكة بالحفاظ على علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة.
وفي يوليو/ تموز 2024، أفاد فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة بأن تنظيم داعش في خراسان عزز قدراته المالية واللوجستية وأن الدول الأوربية تنظر إلى التنظيم بوصفه التهديد الإرهابي الأكبر لأوروبا. وذكر التقرير أن القيادة المركزية لتنظيم القاعدة وفرعها في اليمن، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أدانتا الهجوم على خليل الرحمن حقاني.
وبحسب التقارير، اعتقلت مديرية استخبارات طالبان اثنين من موظفي وزارة اللاجئين بعد اغتيال حقاني، لكنها لم تحدد أدوارهما أو ما إذا كانا على صلة بتنظيم داعش في خراسان. ورداً على المخاوف الأمنية المتزايدة، ورد أن طالبان زادت من نقاط التفتيش في جميع أنحاء قندهار.
منذ توليها السلطة في أغسطس/ آب 2021، أصرت حركة طالبان على أن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان والجماعات الجهادية الأخرى لا تعمل داخل أفغانستان. ومع ذلك، أشار تقرير مكتب “سيجار” إلى أن الحركة تواصل تخصيص نصف عائداتها للجهود الأمنية، وتنشر بانتظام تحديثات حول التجنيد العسكري.
ونقل التقرير عن مايكل كوجلمان، مدير معهد جنوب آسيا التابع لمركز ويلسون، قوله إن “مقتل أحد كبار قادة شبكة حقاني داخل إحدى وزاراتها يقوض الرواية الأساسية” بأن طالبان قادرة على الحفاظ على الأمن في أفغانستان.
وذكر التقرير أيضاً أن طالبان اتخذت “إجراءات عدوانية” ضد تنظيم داعش في خراسان في الأشهر الأخيرة، حيث نفذت 14 عملية ضده. وفي الوقت نفسه، واصل التنظيم حملته العنيفة ضد الأقليات الدينية، حيث أعلن مسؤوليته عن ثماني هجمات في أفغانستان وباكستان خلال الربع الأخير من عام 2024.
ولم ينجح تنظيم داعش في تنفيذ أي هجمات خارج أفغانستان وباكستان خلال هذا الربع بحسب التقرير. ومع ذلك، أعلنت السلطات الروسية في 27 ديسمبر/ كانون الأول أنها أحبطت هجوماً لداعش على وزارة الداخلية في موسكو، مما أسفر عن مقتل المهاجمين. وذكرت وسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة أن المهاجمين كانوا من آسيا الوسطى.
