تقارير ودراسات

غارة جوية أمريكية تقتل قياديًّا في القاعدة في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أنها قتلت قياديًّا بارزاً في تنظيم حراس الدين، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، في غارة جوية يوم 30 يناير/ كانون الثاني. وقد تشير الضربة، التي وقعت بعد أقل من أسبوعين من تولّي ترامب السلطة، إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إنها نفذت “غارة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا استهدفت وقتلت محمد صلاح الزبير”، الذي وصفته بأنه “عميل بارز في منظمة حراس الدين الإرهابية”. ولم تقدم مزيداً من التفاصيل حول دور الزبير داخل حراس الدين، ولا توجد معلومات متاحة للجمهور.

وتعد الضربة التي نفذت في شمال غرب سوريا الأولى منذ 24 سبتمبر/ أيلول 2024، عندما قتلت القيادة المركزية الأمريكية تسعة أعضاء من حراس الدين، بمن فيهم مروان بسام عبد الرؤوف، الذي وُصف بأنه “قيادي كبير في حراس الدين مسؤول عن الإشراف على العمليات العسكرية”. وفي الشهر السابق، في 23 أغسطس / آب، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها قتلت أبو عبد الرحمن المكي، “القيادي الكبير وعضو مجلس شورى حراس الدين”.

حراس الدين هو الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، وقد تم تشكيله في فبراير / شباط 2018 من قبل كبار القادة الذين خدموا في هيئة تحرير الشام، الجماعة التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة والتي أطاحت بنظام الأسد في ديسمبر / كانون الأول 2024 وتشكل الآن الحكومة. يُعتقد أن التنظيم يضم ما يزيد عن 2500 مقاتل في صفوفه ومقره في المقام الأول في محافظة إدلب السورية، والتي كانت خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام قبل الإطاحة بنظام الأسد. أصدر حراس الدين بياناً في 28 يناير / كانون الثاني يقول إن التنظيم قد حل نفسه لكنه يطلب من أعضائه عدم وضع سلاحهم والاستعداد للمرحلة التالية من القتال.

وأدرجت الحكومة الأمريكية حراس الدين وهيئة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية، كما أدرجت قادة كلتا المجموعتين على قائمة الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص لارتباطهم بتنظيم القاعدة. وعلى الرغم من ذلك، ألغت إدارة بايدن مكافأة العشرة ملايين دولار المخصصة لأمير هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في أواخر ديسمبر / كانون الأول 2024 حتى تتمكن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف من مقابلته. وورد بعد الاجتماع أن الحكومة الأمريكية تستعد لإزالة تصنيف هيئة تحرير الشام والاعتراف بالجولاني زعيماً لسوريا.

وتم تعيين الجولاني، الذي تجنب منذ الإطاحة بالأسد استخدام اسمه الحربي واستبدله باسمه الحقيقي، أحمد الشرع، رئيساً انتقاليًّا لسوريا في 29 يناير / كانون الثاني. ومع ذلك، فإن الضربة الأخيرة قد تشير إلى أن إدارة ترامب أقل حرصاً من إدارة بايدن على التعامل مع نظام جديد له انتماءات إرهابية عميقة.

ومع أن الضربة الأمريكية استهدفت حراس الدين وليس هيئة تحرير الشام، فإنها قد تضع الجماعة الأخيرة في موقف صعب. فهيئة تحرير الشام، التي أصبحت الآن الحكومة الفعلية في سوريا، تضم في صفوفها جماعات جهادية إما مرتبطة أو حليفة لتنظيم القاعدة أعلنت الانضواء تحت لواء الحكومة الجديدة. وعلى الرغم من بعض الاختلافات والنزاعات العرضية بين هيئة تحرير الشام وحراس الدين (التي تشكلت بعد أن نأى الجولاني بنفسه علناً عن تنظيم القاعدة)، لا تزال هناك علاقات بين قادة المجموعتين وقواعدهما. وقد تزعج الضربة قادة هيئة تحرير الشام وأعضائها والحلفاء داخل ائتلافها.

الكاتب: بيل روجيو*

* زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ورئيس تحرير “مجلة الحرب الطويلة” التابعة للمؤسسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى