زعيم حركة الشباب الصومالية يدعو إلى الحرب على إثيوبيا
في تسجيل صوتي مدته 45 دقيقة، هاجم زعيم حركة الشباب المجاهدين الصومالية، أحمد عمر (أبو عبيدة)، مساعي إثيوبيا للوصول إلى البحر الأحمر عبر أحد موانئ الصومال من خلال اتفاقها المثير للجدل مع أرض الصومال، وهي إقليم منشق عن الصومال.
في وقت سابق من هذا العام، وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مذكرة تفاهم مع أرض الصومال تمنح بلاده غير الساحلية إمكانية الوصول إلى مساحة تمتد 20 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر لأغراض بحرية وتجارية مقابل الاعتراف بأرض الصومال “دولة مستقلة”.
وأدانت الصومال، التي ترى أرض الصومال جزءاً من أراضيها، الاتفاق بوصفه انتهاكاً لسيادتها وطالبت بانسحاب جميع القوات الإثيوبية بحلول نهاية مهمة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال في 31 ديسمبر/ كانون الأول.
وقال أبو عبيدة، الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، إن إثيوبيا في المرحلة الأخيرة من الاستعداد للاستيلاء على المياه الصومالية. وحدد سبل إحباط ما أسماه رغبة إثيوبيا في “العدوان” على الصومال باستخدام المقاومة المسلحة والحرب لمنعها.
ودعا أبو عبيدة إلى إقالة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وغيره من المسؤولين في الدولة، الذين قال إنهم رحبوا بإثيوبيا في مقديشو وبيدوة وغاروي وهرجيسا. كما اتهمهم بالاعتراف بالمنطقة الصومالية (أوجادين) كجزء من إثيوبيا وتسليم الموانئ والموارد الصومالية إلى إثيوبيا.
وأضاف أن “هؤلاء [القادة السياسيين الصوماليين] هم الذين يغيرون مواقفهم بناء على مصالحهم الشخصية. إنهم يزعمون معارضة إثيوبيا، ومع ذلك، فهم الذين حاولوا دمجها في الاتحاد الإفريقي في عام 2013، في وقت كانت البلاد تواجه صعوبات اقتصادية شديدة”.
واعتبر أن “أكبر مخاوف إثيوبيا هو وحدة شرق إفريقيا المسلمة. ولهذا السبب كانوا يؤججون الصراعات بين القبائل الصومالية والأورومو وعفار، ويزودون الصومال بالأسلحة ويتسببون في الانقسام بين الولايات الإقليمية في البلاد”.
وفي رسالة تهدف إلى تجنيد مقاتلين جدد، دعا أبو عبيدة الشباب في مختلف أنحاء منطقة القرن الإفريقي إلى حمل السلاح والانضمام إلى حركته في القتال ضد إثيوبيا. كما أشاد بمقاتليه على جهودهم وحثهم على مواصلة “جهادهم” حتى يتم تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل في الصومال.
وقال: “أنتم أمل هذه الأرض، أنتم من سيحرر هذا البلد ويعيد الشريعة إلى الحياة. إن المسلمين في السجون، والنساء اللواتي انتهكت أعراضهن، والملايين من المسلمين الذين يعانون تحت وطأة القمع الإثيوبي، ينتظرون مساعدتكم. أنتم من سيحمل لهم الخلاص ويضع حداً لمعاناتهم”.
وفي وقت سابق من شهر سبتمبر/ أيلول، مثل عبد الوهاب إسماعيل من هرجيسا أمام محكمة عسكرية في مقديشو. وزعم أنه انضم إلى حركة الشباب لمحاربة مذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا. وفي أواخر أغسطس/ آب، شوهد المحاضر الجامعي والشاعر نغييه علي خليف رفقة الشاعر عبد الواحد جاماديد، وكلاهما من هرجيسا أيضاً، في صور جديدة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانا يرتديان زياً عسكرياً ومسلحين ببنادق اي.كيه-47، مع مخازن ذخيرة مثبتة على صدورهما. وكلاهما انضم مؤخراً إلى حركة الشباب.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام موالية لحركة الشباب، قال جاماديد إنه غادر هرجيسا للانضمام إلى الحركة، معرباً عن رغبته منذ فترة طويلة في “القتال إلى جانبهم”. ونفى تعرضه للتضليل، وزعم أن الصومال تحت الاحتلال، باستثناء المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. ويعتقد أن مجموعته الجديدة هي القوة الوحيدة القادرة على إنهاء هذا الاحتلال المزعوم.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن مساعي إثيوبيا للحصول على منفذ إلى البحر الأحمر أدت إلى انضمام الآلاف – كثير منهم من شمال الصومال – إلى حركة الشباب، التي تضع نفسها في موقع حامي البلاد. في عام 2006، عندما غزت إثيوبيا الصومال، كانت حركة الشباب لا تزال مجموعة صغيرة نسبياً، لكن الغزو ساعدها على النمو، وخاصة بين الشباب الصومالي. ومع سياسات آبي أحمد الحالية، يبدو أن حركة الشباب ستجد فرصاً جديدة لتوسيع نطاق أنشطتها.
وعلى الرغم من خسارة السيطرة على العديد من المدن، صعدت الحركة المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة من هجماتها بعد أن أعلن الرئيس حسن شيخ محمود “حرباً شاملة” ضدها. وقد طردت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي الحركة من مقديشو في عام 2011، لكنها لا تزال تنفذ هجمات مميتة.
وتستمر حركة الشباب في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الصومالية في المناطق الجنوبية والوسطى، والتي تشن منها هجمات قاتلة ضد القواعد العسكرية لقوات الجيش الصومالي وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، والمنشآت الرئيسة في العاصمة مقديشو.