جلال الدين حقاني
هو أحد كبار أمراء الحرب الأفغانيين، وقائد المتمردين خلال الحرب ضد السوفييت. كان عضواً في الحزب الإسلامي بقيادة قائد المجاهدين الشهير يونس خالص، وهو مؤسس وزعيم شبكة حقاني، وهي حركة إسلامية متشددة، تعد فرعاً من حركة طالبان الأفغانية، لكنها تعمل بشكل مستقل عن الحركة. في السنوات الأخيرة، وبسبب تدهور حالته الصحية، سلم حقاني القيادة التشغيلية للشبكة لابنه سراج الدين، وأعلنت حركة طالبان رسمياً وفاته في سبتمبر / أيلول 2018.
ولد المولوي جلال الدين حقاني عام 1939. ينتمي إلى قبيلة جادان، وهي قبيلة بشتونية في إقليم بكتيا، كان على دراية وثيقة بحروب التمرد لأكثر من ربع قرن. في عام 1976، بدأ حقاني تدريب المتشددين الإسلاميين في شمال وزيرستان بباكستان بهدف الإطاحة بمحمد داود خان، رئيس أفغانستان آنذاك. واكتسب خبرة في قتال السوفييت في أفغانستان. وخلال فترة الجهاد الأفغاني، تلقى مساعدة عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وباكستان. وبحسب ما ورد، اعتمد حقاني على التفجيرات الانتحارية كتكتيك رئيس ضد الجيش الأحمر.
كان جلال الدين حقاني شريكاً موثوقاً لأسامة بن لادن، وكان يُعرف بأنه أحد أقرب معلمي بن لادن خلال السنوات التكوينية لمؤسس تنظيم القاعدة في الحرب الأفغانية في الثمانينيات.
بعد الانسحاب السوفييتي من أفغانستان عام 1989، شكل حقاني تحالفاً مع حركة طالبان ودعم تنظيم القاعدة. وحتى قبل أن ينقل أسامة بن لادن مركز عملياته من السودان إلى أفغانستان عام 1996، اتخذ حقاني خطوة غير عادية بنشر بيانات ومناشدات للتحالف مع تنظيم القاعدة.
بعد وقت قصير من سيطرة طالبان على أفغانستان عام 1996، عينت الحركة حقاني وزيراً لشؤون القبائل والحدود. وفي أعقاب انهيار نظام الطالبان في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2001، فر إلى جانب عناصر من الحركة وتنظيم القاعدة إلى شمال وزيرستان، وبدأ في إعادة تجميع صفوف ميليشياته لقتال حكومة أفغانستان، وقاد العديد من الهجمات الأكثر فتكاً في التمرد. علاوة على ذلك، عمل حقاني على تعميق العلاقات مع الأجهزة السرية في باكستان، لدرجة أن الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية آنذاك، وصف الشبكة بأنها “ذراع حقيقي” لوكالة الاستخبارات الداخلية الباكستانية.
بدءاً من عام 2007، ومع تفاقم مرضه، تولّى حقاني دوراً رمزياً أكثر داخل شبكة حقاني. ووفقاً لأحد أبناء عمومته، تم تشخيص إصابة حقاني بالتهاب الكبد الوبائي سي، والذي ازداد سوءاً بعد عام 2011. كما ورد أنه كان يعاني من مرض باركنسون. ويُزعم أن حقاني انتقل إلى منزله في ميرام شاه، باكستان، مع تدهور حالته الصحية. وفي 3 سبتمبر / أيلول 2018، أعلنت حركة طالبان وفاته عن عمر يناهز 71 عاماً بسبب مضاعفات صحية. وبحسب البيان، كان حقاني “مريضاً وطريح الفراش طوال السنوات القليلة الماضية”.
ارتبط اسم حقاني بالعديد من العمليات الإرهابية. على سبيل المثال، اتُّهم بالتورط في تفجير السفارة الهندية في كابل عام 2008، ومحاولة اغتيال الرئيس كرزاي خلال عرض عسكري نُظم في كابل في وقت سابق من العام ذاته، وكان لحقاني أيضاً يد في هجوم شُن على مبان وزارية في كابل في فبراير / شباط 2009.