تعاون الحوثيين مع حركة الشباب الصومالية

مع تكثيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملياته العسكرية ضد حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، يحذر الخبراء من التعاون المتزايد بين الجماعة وحركة الشباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال.
في يونيو/ حزيران 2024، كشفت الاستخبارات الأمريكية عن مناقشات بين الحوثيين ومسلحي حركة الشباب الصومالية، مما يشير إلى تزايد التهديدات لاستقرار شرق إفريقيا. كما أكد تقرير للأمم المتحدة صدر في فبراير/ شباط 2025 أن ممثلين عن الجماعتين اجتمعوا مرتين على الأقل في الصومال في يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول 2024 خلال أزمة البحر الأحمر.
ويقول خبراء إن الحوثيين وافقوا على تزويد حركة الشباب بالأسلحة والخبرة الفنية مقابل تكثيف عمليات القرصنة وطلب الفدية في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال.
وتُبرز الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين المخاوف بشأن تنامي علاقة الجماعة بحركة الشباب. ويحذر محللو مؤسسة كارنيغي من أن هذه الشراكة تهدف إلى “تعزيز وتنويع سلاسل التوريد، وتأمين أسلحة متطورة، وتعزيز المكانة المحلية، وتوسيع الخيارات الاستراتيجية” للحوثيين وحليفهم الرئيسي، إيران، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الأمن البحري في خليج عدن ومضيق باب المندب لصالحهم.
في حين يعتقد آخرون أن هذا التحالف قد يسمح للحوثيين بتصعيد الهجمات على السفن التجارية والعسكرية العاملة في البحر الأحمر.
يقول عمر محمود، محلل شؤون شرق إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، لموقع “ذا أفريكا ريبورت” إن اليمن هو سوق تقليدي للأسلحة بالنسبة إلى الصومال. وأضاف أن التعاون بين الحوثيين وحركة الشباب يهدف إلى إقامة علاقة تجارية أكثر مباشرة، مما يسهل نقل أنواع جديدة من الأسلحة إلى الجماعة الصومالية.
ويضيف أنه، بخلاف ذلك، من الصعب تصور شراكة استراتيجية كاملة، نظراً للاختلافات الأيديولوجية والجغرافية التي تعمل فيها الجماعتان.
ويشير محلل الأمن ليام كار إلى أن الحوثيين وحركة الشباب ليسوا شركاء بسبب الاختلافات الطائفية الصارخة والأهداف العسكرية المتباينة، مما يحد من التعاون الذي يتركز في المقام الأول على شبكات تهريب الأسلحة الإقليمية.
ومع ذلك، يضيف كار، فإن المجموعتين لديهما اتصالات من خلال شبكات محور المقاومة والقاعدة، مما يسمح بالتعاون الانتهازي المدفوع بمصالح مشتركة معادية لأميركا.
وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والإقليمية، يتفق الخبراء على أن العداء تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل يوحد الحوثيين وحركة الشباب.
وكتب المحلل محمد صخري: “لفهم علاقة حركة الشباب بالحوثيين، من الضروري استحضار العلاقات الأوسع بين الحوثيين والقاعدة ودور إيران في تعزيز التقارب الأخير بينهما”.
ويضيف صخري أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن، المعروف باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أصبح أقوى فرع في المنطقة، مما يعزز الحوافز للتعاون على أساس الاعتماد المتبادل بدلاً من التوافق الأيديولوجي التقليدي.
ويشير كار إلى وجود روابط غير مباشرة بين الحوثيين وحركة الشباب عبر شبكات تهريب أسلحة إقليمية. ويقول إن حركة الشباب تمتلك بالفعل أسلحة صغيرة إيرانية كانت متجهة في الأصل إلى الحوثيين، وتربطها صلات بشبكات تهريب عبر خليج عدن.
ويؤكد تقرير صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أن بعض أسلحة حركة الشباب وصلت مباشرة من شحنات إيرانية موجهة إلى الحوثيين في اليمن. ومع ذلك، يرجَّح أن الأمر يتعلق بتجارة أسلحة بدافع الربح، وليس دعماً متعمداً من جانب إيران أو الحوثيين لحركة الشباب. ويحدد التقرير مسؤولاً حوثياً واحداً على الأقل مرتبطاً مباشرة بمهرب صومالي سبق أن سلّح فرعاً تابعاً لداعش ينشط إلى جانب حركة الشباب في شمال الصومال.
ومع ذلك، تشير المعلومات الاستخبارية إلى أن إيران تدعم حركة الشباب مالياً وعسكرياً، مدفوعة بأهداف مشتركة معادية للغرب. وقد زودت طهران الحركة بالعبوات الناسفة وقذائف الهاون والمواد الكيميائية المستخدمة في صنع القنابل.
