تقارير ودراسات

باكستان تقول إن “الجهاديين” المتمركزين في أفغانستان يستخدمون أسلحة أمريكية لشن هجمات عبر الحدود

قالت باكستان، الخميس 30 يناير / كانون الثاني، إنها زودت زعماء طالبان في أفغانستان “بأدلة كافية” لدعم مزاعمها بأن الجهاديين يستخدمون أسلحة حديثة خلفها الجيش الأمريكي لتنفيذ عمليات إرهابية عبر الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية شفقت علي خان في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إن وجود الأسلحة الأمريكية المتقدمة في الدولة المجاورة “لا يزال يشكل مصدر قلق”، وقد تم إبلاغ حكومة طالبان في كابول بذلك عدة مرات.

وقال خان عندما سئل عما إذا كانت باكستان قد شاركت أي أدلة مع طالبان: “يتم تقديم الأدلة بانتظام”.

وأكد المتحدث: “لقد قدمنا ​​أدلة كافية، ويظل هذا عنصراً مهماً في تعاملنا مع سلطات طالبان لإبلاغهم بأن الإرهابيين يتمتعون بملاذ آمن [في أفغانستان] لشن هجمات داخل باكستان”.

وأضاف خان أن إسلام آباد حثت باستمرار القادة الأفغان على ضمان “عدم وقوع الأسلحة الأمريكية في الأيدي الخطأ”.

ونفى نائب المتحدث باسم حركة طالبان، حمد الله فطرت، بشدة المزاعم التي تفيد بأن الأسلحة المذكورة تم الحصول عليها من قبل المنظمات الجهادية ويتم استخدامها في هجمات ضد الأراضي الباكستانية.

ونقل التلفزيون الحكومي الذي تديره طالبان عن فطرت قوله: “يتم تخزين جميع الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل آمن وصيانتها لمنع أي سوء استخدام محتمل”.

وشهدت باكستان زيادة في الهجمات المسلحة منذ استعادة طالبان السيطرة على كابول، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وأفراد الأمن. ويُعزى العنف في المقام الأول إلى حركة طالبان الباكستانية، وهي منظمة إرهابية مصنفة عالمياً تزعم إسلام آباد أنها تحظى بالحماية والدعم من قِبَل الحكام الأفغان.

وتشن حركة طالبان الباكستانية هجمات قاتلة منذ أكثر من 15 عاماً، لكن الخبراء الإقليميين رصدوا زيادة ملحوظة في دقة وقوة الهجمات المسلحة ضد قوات الأمن الباكستانية على مدى العامين الماضيين، مما ألحق بها خسائر فادحة.

وكانت القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة متمركزة في أفغانستان لحماية الحكومة المدعومة دولياً في كابول لمدة تقرب من عقدين من الزمان. وانسحبت على عجل وبشكل فوضوي في أغسطس/ آب 2021، بعد أيام فقط من استعادة حركة طالبان المتمردة آنذاك السيطرة على الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والتي مزقتها الحرب.

وفي عام 2022، خلص تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو سبعة مليارات دولار تُركت في أفغانستان بعد اكتمال الانسحاب العسكري. وقد استولت طالبان في وقت لاحق على هذه المعدات، بما في ذلك الطائرات والذخائر الأرضية والمركبات العسكرية ومعدات الاتصال وغيرها من الأسلحة.

وتعهد الرئيس دونالد ترامب عشية تنصيبه في 20 يناير / كانون الثاني باستعادة الأسلحة والمعدات لعسكرية الأمريكية من طالبان، مدعياً أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن “أعطت معداتنا العسكرية للعدو”.

وأكد ترامب أن المساعدات المالية المستقبلية لأفغانستان ستكون مشروطة بإعادة المعدات العسكرية الأمريكية.

وقال: “إذا كنا سندفع مليارات الدولارات سنوياً، أخبرهم أننا لن نعطيهم الأموال ما لم يعيدوا لنا معداتنا العسكرية”.

ولم يستجب مسؤولو طالبان علناً لتهديدات ترامب، لكنهم يزعمون في السر أنهم قاتلوا ضد القوات الأمريكية وهزموها، وحصلوا على المعدات العسكرية باعتبارها “غنائم حرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى