الإمارات تدرج شركات مقرّها بريطانيا على قائمة الإرهاب

إن القرار الأخير الذي اتخذته الإمارات العربية المتحدة بتصنيف ثماني شركات منظمات إرهابية بسبب علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين، ينبغي أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق يجريه مسؤولون أمنيون في المملكة المتحدة. فبالإضافة إلى تصنيف ثماني شركات تعمل في المملكة المتحدة منظمات إرهابية، وضعت الإمارات العربية المتحدة أيضاً أسماء شخصين تابعين لستة من هذه الشركات على القائمة نفسها، والتي نُشرت في 9 يناير / كانون الثاني 2025.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن “هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويين المحلي والدولي لاستهداف وتفكيك الشبكات المرتبطة بتمويل الإرهاب والأنشطة ذات الصلة بشكل مباشر وغير مباشر”. ويمهد الإدراج الطريق لفرض عقوبات مثل تجميد الأصول وحظر السفر والقيود المالية على الشركات والأفراد المدرجين في القائمة.
المنظمات
قالت الإمارات العربية المتحدة إن الشركات والأفراد المدرجين في القائمة تربطهم علاقات بجماعة الإخوان المسلمين. وتعمل الشركات الثماني المدرجة في قطاعات مثل الاستثمار والعقارات والتطوير العقاري والتعليم. ومع ذلك، لم يتم الكشف علناً عن تفاصيل محددة حول هذه الشركات والطبيعة الدقيقة لأنشطتها من قبل السلطات الإماراتية.
ويرتبط شخصان مدرجان على قائمة الإرهاب لدى الإمارات العربية المتحدة، أحمد النعيمي وعبد الرحمن الجابري، بسبعة من الشركات الثماني التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها. والشركات والأفراد الذين فرضت الإمارات العربية المتحدة عقوبات عليهم، هم كالآتي:
أحمد محمد النعيمي
ـ مركز كامبريدج للتعليم والتدريب: وفقاً لموقعه على الإنترنت، يقدم هذا المركز الذي يقع مقره في لندن فصولاً تعليمية للبالغين وموارد للتعليم المنزلي للعائلات في المملكة المتحدة.
ـ ايماتين للإعلام والاتصالات: تدعي هذه الشركة التي يقع مقرها في لندن أنها استوديو لإنتاج الأفلام القصيرة والبرامج التلفزيونية، ولكن ليس لديها مقاطع فيديو متاحة للجمهور.
ـ شركة ويمبلي تري المحدودة: لا يوجد لدى هذه الشركة، التي يقع مقرها في لندن، موقع على الإنترنت يوفر تفاصيل حول عملياتها.
عبد الرحمن الجابري
ـ شركة ياس للاستثمار والعقارات: وهي شركة عقارية مقرها لندن، تقدم خدماتها للعملاء من منطقة الشرق الأوسط.
ـ شركة هولدكو المملكة المتحدة للعقارات المحدودة: وهي شركة قابضة مقرها لندن.
ـ شركة نافيل كابيتال: وهي شركة لندنية مسجلة لدى مجموعة شركات هاوس لـ “بيع وشراء العقارات الخاصة”.
كما أدرجت الإمارات العربية المتحدة شركتين أخريين مقرهما المملكة المتحدة ضمن قائمة داعمي الإرهاب: شركة الخريجين المستقبليين المحدودة، ومقرها لندن، والتي تعمل في قطاع التعليم، ومنظمة “وصلة للجميع”، وهي منظمة خدمات اجتماعية تقع أيضاً في لندن. وتشير صفحة المنظمة على موقع إنستغرام إلى أنها تقدم ورش عمل وبرامج مصممة لدعم تعلم اللغة العربية للأطفال.
النعيمي هدف رئيس
يشير العديد من التقارير الإخبارية إلى أن أحمد محمد النعيمي مواطن إماراتي يقيم في المملكة المتحدة منذ عام 2012. وقد أدين غيابياً في الإمارات العربية المتحدة بجرائم تتعلق بالأمن القومي وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً، ولا يزال في المملكة المتحدة، حيث يسعى إلى الإفلات من الاعتقال. وعلى الرغم من أن جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، دعمت قضيته، فإن هناك تقارير تربط النعيمي بجماعة الإصلاح، وهي جماعة صنفتها الإمارات العربية المتحدة منظمة إرهابية.
العلاقة مع كراون هاوس
تتخذ شركتان مدرجتان في قائمة الإمارات العربية المتحدة، ايمانين للإعلام والاتصالات، ومركز كامبريدج للتعليم والتدريب، من كراون هاوس في لندن مقراً لهما. في عام 2015، وصفت صحيفة التلغراف كراون هاوس في لندن بأنه مقر مركزي للعمليات الإسلاموية، وخاصة تلك التي تقوم بها حماس والإخوان المسلمون. ومن بين المستأجرين السابقين في المبنى مؤسسة قمر الخيرية، التي عملت في كل من المملكة المتحدة وأفغانستان وحافظت على علاقات بقيادة حركة طالبان، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء، وروجت علناً لأيديولوجية الحركة، ومولت مشاريع متوافقة معها.
وقد وصف باحثون في مجال مكافحة الإرهاب مستأجراً آخر، وهو أكاديمية التعليم والبحث الإسلامي (ييرا)، بأنها واحدة من أكثر الجماعات الإسلاموية تطرّفاً في المملكة المتحدة. ومن المثير للقلق أن العديد من أعضائها انضموا فيما بعد إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
كما أن أحد المستأجرين الآخرين في المبنى، وهو مركز العودة الفلسطيني، مرتبط منذ فترة طويلة بحماس. ففي عام 2011، أشار مسؤولون في الاستخبارات الألمانية إلى أن حماس “لا تعمل علناً في أوروبا”، ولكنها تستخدم مركز العودة الفلسطيني كمنصة رئيسة في لندن. وقد أدرجت الولايات المتحدة مؤخراً المدير السابق لمركز العودة، ماجد الزير، على قائمة الإرهاب بسبب علاقاته بحماس.
يُذكر أنه في حين صنفت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر منذ فترة طويلة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لإلهامها منظمات مثل حماس وتأثيرها على شخصيات في تنظيم القاعدة، فإن المملكة المتحدة لم تفعل ذلك [حتى الآن].
المصدر: منتدى الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الإماراتية
