تقارير ودراسات

الإخوان المسلمون في مصر يهددون الأردن

في 24 أبريل/ نيسان، أفادت قناة العربية أن “تيار التغيير”، الفرع الخارجي لجماعة الإخوان المسلمين، أصدر بياناً جديداً ردًّا على حظر السلطات الأردنية للجماعة. وحث البيان الإخوان وأنصارهم في الأردن على مواجهة الدولة، ودعاهم إلى “مراجعة استراتيجيتهم وسياساتهم ومواقفهم ومواجهة الأنظمة العربية”، متهماً إياها بـ “التآمر على القضية الفلسطينية والانحياز لإسرائيل”.

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

في ظلّ التصعيد الصهيوني المتواصل على أهلنا في غزة، ومحاولات كسر إرادة المـقاومة، يتواصل الاستهداف الممنهج لقوى الأمة الحية وأبطالها المقاومين، في إطار حملة منظمة تهدف إلى إسكات كل صوت حر وتصفية كل مشروع وحراك مقاوم.

وفي هذا السياق، تابع المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين القرار الصادر عن السلطات الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة تعبّر عن مستوى بالغ الخطورة من الارتهان السياسي وانسجام فاضح مع المشروع الصهيوني وأجندته المعادية لقضايا الأمة وتطلعات شعوبها.

وإزاء هذا القرار، يعلن المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين جملة من المبادئ والمواقف؛ وذلك على النحو التالي:

أولاً: في الوقت الذي تتصاعد التحديات أمام الأمة، وتشتد الحاجة إلى طاقات الحركات الإسلامية وأدوارها في دعم قضايا الأمة، تصر الأنظمة القمعية على ملاحقة هذه الحركات وحظرها وتقييد حرّيتها، بدلاً من دعمها وتمكينها. ويكشف قرار السلطات الأردنية في هذا التوقيت الحساس انسجاماً خطيراً مع المشروع الصهيوني-الأمريكي، وضربة مباشرة لأدوات المقاومة والإسناد الشعبي لفلسطين. أما التبريرات الأمنية المصاحبة لهذا القرار، فهي جزء لا يتجزأ من حملة إقليمية تهدف إلى كسر إرادة الشعوب، ومصادرة حقها في النضال والمقاومة، وقطع الطريق أمام أي مشروع يواجه الاحتلال أو يرفض مسار التطبيع.

ثانياً: إن موقف النظام الأردني من القضية الفلسطينية لم يكن يوماً منسجماً مع نبض الأمة ولا مع استحقاقات المرحلة، بل ظل محملاً بالتواطؤ والعمالة والخزي. ويأتي هذا القرار استمراراً لمسار طويل من خيانة القضية وتفكيك خنادق المقاومة، ويؤكد أن هذا النظام اختار موقعه بوضوح خارج صفوف الأمة، ومع أعدائها.

ثالثاً: نرفض رفضاً قاطعاً اعتبار دعم المقاومة جريمة أو تهمة، بل نعده وسام شرف يعلق على صدر كل من انتصر لفلسطين بصدق ووعي. وإن ملاحقة الأحرار بسبب نصرتهم لقضيتهم المركزية تمثل دليلاً فاضحاً على انحياز هذه الأنظمة لأعداء الأمة، وارتهانها التام للمشروع الصهيوني.

رابعاً: على رموز المشروع الإسلامي وقواه الفاعلة أن يدركوا أن ما بعد الطوفان ليس كما قبله، وأن اللحظة الراهنة تفرض مراجعة جذرية للاستراتيجيات والسياسات والمواقف، مراجعة تتجاوز منطق الانتظار وردود الأفعال. فقد تغيرت المعادلات، وسقطت الأقنعة، ولم يعد من المقبول التغاضي عن حقيقة أن هذه الأنظمة، المرتبطة عضوياً بالمشروع الصهيوني، تمثل اليوم العقبة الأبرز في وجه أي مشروع تحرري أو مقاوم. وإن مواجهة هذه الأنظمة باتت ضرورة استراتيجية لا بد منها، وهي البداية الحقيقية لمسار تحرير الأقصى واستعادة قرار الأمة وإرادتها. فلم يعد في المشهد متسع للمناورة أو المواءمة، ولا مجال للتردد أو الحسابات الضيقة. آن أوان الحسم والوضوح: فإما انحياز صريح لمشروع الأمة ومقاومتها، أو السقوط في مستنقع أنظمة فقدت كرامتها وباعت قضاياها.

خامساً: إلى شباب الحركات الإسلامية، وخاصة في الأردن: أنتم سلاح الأمة في لحظتها الفاصلة، والمواجهة أصبحت واجباً تاريخياً لا مفر منه، فالتصدي للأنظمة التي تحرس المشروع الصهيوني ليس خياراً، بل هو طريق حتمي لتحرير الأقصى، وإنقاذ الأمة من الاحتلال والاستبداد، بكل أشكاله، السياسي والعسكري والفكري. لا تسمحوا لهذا القرار أن يكسر عزيمتكم، بل اجعلوه نقطة الانطلاق. لا تنتظروا التغيير من أحد… أنتم التغيير.

نسأل الله أن يثبت أقدام الأحرار، وأن يُعلي راية الحق، وأن يجعل من طوفان الأقصى بداية لصحوة شاملة تعيد للأمة كرامتها، وللمقاومة مكانتها، وللأقصى حريته.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الإخوان المسلمون – تيار التغيير

المكتب العام – القاهرة

الخميس 24 أبريل 2025م

25 شوال 1446هـ

ويمثل “تيار التغيير” أحد أبرز الانشقاقات الأخيرة في جماعة الإخوان المسلمين، ويعد الفصيل الأكثر تشدداً في الجماعة، ويقوده محمود الجمّال، وهو شخصية قطبية [نسبة إلى سيد قطب] متشددة وعضو رئيس في تنظيم محمد كمال المسلح، الذي دبر عمليات إرهابية كبرى في مصر عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في يوليو / تموز 2013.

وذكرت تقارير إعلامية أن جهات خارجية تسعى لدعم “تيار التغيير” على أمل أن يتمكن من السيطرة على جبهات الإخوان المسلمين المتصارعة وتوجيه الجماعة نحو نهج أكثر تشدداً. وأشارت التقارير إلى أن التيار أعاد إحياء الأيديولوجيا الجهادية لسيد قطب ومحمد قطب ومحمد كمال، مستفيداً أيضاً من الرؤية الاستراتيجية لمحمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والزعيم الروحي لجناحها شبه العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى