أكرم الكعبي (أبو علي)
هو الأمين العام لحركة النجباء العراقية المدعومة من إيران. ترتبط حركة النجباء ارتباطاً وثيقاً بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. تحت قيادة الكعبي، كانت حركة النجباء في طليعة القتال ضد داعش إلى جانب الجيش السوري وحزب الله والميليشيات العراقية الأخرى المدعومة من إيران.
وتعدّ حركة النجباء جزءاً من قوات الحشد الشعبي العراقية، وهي المجموعة الشاملة للميليشيات الشيعية التابعة لإيران. وتقوم قوات الحشد الشعبي بتنسيق المشاريع العسكرية ضد داعش مع الجيش السوري والميليشيات التي ترعاها إيران.
ولد الكعبي في عام 1977، وتتلمذ في العلوم الشرعية على يد آية الله محمد محمد صادق الصدر في حوزة النجف، وكان إمام مدينة المسيب الواقعة في جنوب بغداد. تنقّل بين سجون الأحكام الخاصة في عهد صدام حسين، قبل أن ينخرط في المقاومة إثر الغزو الأميركي.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، خدم الكعبي كقائد في جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. وبصفته هذه، خطط وقاد هجمات ضد الحكومة العراقية وأعضاء قوات التحالف وفقاً للحكومة الأمريكية. أمرت إيران حزب الله في عام 2005 بإنشاء مجموعة خاصة لتدريب العراقيين على محاربة قوات التحالف. وبأمر من الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله، قامت وحدة سرية تابعة لحزب الله بتدريب أعضاء جيش المهدي الذين شكلوا بعد ذلك عصائب أهل الحق.
وتتهم الولايات المتحدة الكعبي بتوفير التمويل والأسلحة لأنشطة جيش المهدي العنيفة. ففي إبريل/ نيسان 2008، على سبيل المثال، دفع الكعبي لأحد زعماء الميليشيات الشيعية خمسين مليون دينار عراقي (ما يعادل نحو 41684 دولاراً أمريكياً) مقابل تنفيذ ثلاث هجمات منفصلة بالعبوات الناسفة ضد قوات التحالف في بغداد. وتحت قيادة الكعبي، أعلن جيش المهدي مسؤوليته عن العديد من الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون ضد قوات التحالف والقوات العراقية.
وزعم الكعبي أنه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق في عام 2011، اعتزل النشاط القتالي من أجل التفرغ للدراسات الدينية. وشكل الكعبي حركة النجباء في عام 2013 بعد أن بدأ تنظيم داعش في الاستيلاء على مساحات شاسعة من سوريا والعراق. ونفى الكعبي أن تكون الانقسامات الأيديولوجية مع عصائب أهل الحق: التنظيم الذي شارك في تأسيسه في وقت سابق، قد أدت إلى إنشاء حركة النجباء. وقال للمونيتور في عام 2015 إن الجماعتين “تختلفان فقط حول الأسلوب وكيفية إدارة العمل”.
والمعروف عن الكعبي أنه معادٍ للولايات المتحدة علناً. وفي حين أن قوات الحشد الشعبي والولايات المتحدة تشتركان في عدو واحد هو تنظيم الدولة الإسلامية، فإن الكعبي كان مصرّاً على أن تظل الولايات المتحدة عدوّاً. ووفقاً له، فإن الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الإسلامية “وجهان لعملة واحدة”. ووصف الكعبي اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه “تبرير مشروع” لاستهداف القوات الأمريكية في العراق. وزعم أن واجهات مختلفة لحركة النجباء نفذت أكثر من 6000 هجوم على مواقع أمريكية في العراق منذ عام 2004.
والكعبي مخلص بشدة للنظام الإيراني ومرشده الأعلى آية الله علي خامنئي. ووفقاً له، فإن كل الدعم اللوجستي والتدريب العسكري لحركة النجباء يأتي من إيران. ويلتزم الكعبي وأتباعه بمبدأ ولاية الفقيه الذي صاغه الخميني، والذي يدعو إلى فرض الرقابة الدينية على جميع سياسات الحكومة. وقد أعلن الكعبي أنه سيتبع أي أمر من خامنئي، بما في ذلك الإطاحة بالحكومة العراقية. ووفقاً لمسؤولين عراقيين، تساعد حركة النجباء طهران على بناء خط إمداد من إيران إلى دمشق عبر العراق. واعتباراً من عام 2017، ورد أن إيران دفعت لمقاتلي حركة النجباء 1500 دولار شهرياً. ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن حركة النجباء “ممولة أيضاً من قبل الحكومة العراقية ولكنها ليست تحت سيطرتها”.
نشرت حركة النجباء على موقعها الإلكتروني صوراً للكعبي، وهو يمسك بيد نصر الله: الأمين العام الراحل لحزب الله. ساعد حزب الله فيلق القدس، وهو فرع خاص من الحرس الثوري الإيراني مكلف بإنجاز مهام حساسة خارج حدود إيران، على إنشاء الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. في أغسطس / آب 2017، أرسل الكعبي رسالة إلى نصر الله يعلن فيها “تضامن حركة المقاومة الإسلامية النجباء ودعمها الكامل لصرختك العالية ضد النظام الصهيوني القمعي”. وفي مارس / آذار 2017، شكلت حركة النجباء “لواء الجولان” للاستيلاء على مرتفعات الجولان التي سيطرت عليها إسرائيل خلال حرب عام 1967.
كما أشاد الكعبي بقائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني. وقال الكعبي للصحافيين الإيرانيين في عام 2016 إن العراقيين “بحاجة إليه وإلى أمثاله”. وأصدرت حركة النجباء أغنية في عام 2014 أشادت فيها بسليماني لمواجهته الأمريكيين وتنظيم داعش، كما نشرت الحركة صوراً على موقعها الإلكتروني للكعبي وسليماني معاً على ما زعمت المجموعة أنه “خط المواجهة السوري”.
بعد مقتل سليماني في غارة جوية أمريكية في العراق في 3 يناير / كانون الثاني 2020، انضم الكعبي إلى قادة مسلحين آخرين في الوعد بالانتقام. أعلن الكعبي أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق موحدة ومستعدة “لتنفيذ رد قاسٍ على القوات الإرهابية الأمريكية”.
واستمر الكعبي في الدعوة إلى طرد القوات الأمريكية من العراق. وفي بيان أصدره في 14 أبريل / نيسان 2023، صرح بأن جماعته ستعتبر القوات الأمريكية في العراق “أهدافاً مشروعة” إذا لم تغادر. ومع بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة في أكتوبر / تشرين الأول 2023، ظهرت مجموعة مظلية تسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” شنت بسرعة عشرات الهجمات على القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا ردّاً على موقف الولايات المتحدة من أزمة غزة. يُقال إن “المقاومة الإسلامية في العراق” هي تحالف لجميع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران العاملة في العراق. ومن بين هذه الميليشيات حركة النجباء وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء، بالإضافة إلى ميليشيات أقل شهرة مثل تشكيل الوارثين. وتعدّ حركة النجباء واحدة من أقوى الفصائل في تحالف “المقاومة الإسلامية في العراق” الذي نفذ بحلول يناير/ كانون الثاني 2024 أكثر من 100 هجوماً ضد أهداف أمريكية في جميع أنحاء العراق وسوريا.