الشخصيات

أحمد عبدي غودان (مختار أبو الزبير)

هو الزعيم السابق لحركة الشباب المجاهدين الصومالية. أثناء قيادته للحركة، قام غودان بتوسيع نطاق عملياتها خارج الصومال وقام بتنظيم العديد من الهجمات الإرهابية الكبرى، بما في ذلك هجوم ويستجيت مول عام 2013 في كينيا، توفي غودان في غارة جوية أمريكية في سبتمبر / أيلول 2014.

ولد غودان في 10 يوليو / تموز 1977 في هرجيسا بأرض الصومال. وفي التسعينيات، عمل مع شركة البركات، وهي شركة لتحويل الأموال استخدمها المغتربون الصوماليون لإرسال الأموال إلى أقاربهم في البلاد. أُغلقت شركة البركات في أواخر عام 2001، بعد أن جمدت الحكومة الأمريكية أصولها، متهمة الشركة بتوفير التمويل لأسامة بن لادن. في عام 1998، سافر غودان إلى باكستان للدراسة في إحدى المدارس الدينية. ومن هناك، توجه إلى أفغانستان للقتال إلى جانب حركة طالبان، واكتسب تدريباً متطوراً وخبرة في ساحة المعركة.

عاد غودان إلى الصومال عام 2001. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2003، انضم إلى الاتحاد الإسلامي، وهو منظمة أصولية متحالفة مع تنظيم القاعدة في الصومال. وبينما كان عضواً في الاتحاد الإسلامي، زُعم أنه كان متورطاً في قتل العديد من الرعايا الأجانب، بما في ذلك ديك وإنيد آينغتون، وهما زوجان بريطانيان أسسا مدرسة في منطقة أرض الصومال التي تتمتع بالحكم الذاتي.

في عام 2006، قام اتحاد المحاكم الإسلامية، وهو سلف حركة الشباب، بتعيين غودان أميناً عاماً له. وسيطر اتحاد المحاكم الإسلامية على العاصمة الصومالية مقديشو في يونيو/ حزيران 2006. وفي ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، طلبت الحكومة الانتقالية الصومالية التدخل من البلدان المجاورة لتهدئة التوترات في مقديشو. وغزت إثيوبيا، وهي دولة ذات أغلبية مسيحية، الصومال واستولت على مقديشو دون معارضة تذكر من اتحاد المحاكم الإسلامية. وفي أعقاب الغزو الإثيوبي والتفكك اللاحق لاتحاد المحاكم الإسلامية، كان غودان أحد الشخصيات الرئيسة المسؤولة عن إعادة هيكلة حركة الشباب.

وبدءاً من عام 2007، بدأت حركة الشباب في جذب مجندين جدد والحصول على تبرعات. وتولى غودان قيادة الحركة في مايو / أيار 2008 بعد مقتل أميرها آدم حاشي عيرو في غارة جوية أمريكية. وبعد تولي غودان منصب الأمير، أصدر رسالة صوتية يشيد فيها بتنظيم القاعدة ويتعهد بالولاء لبن لادن ويهدد بتنفيذ هجمات على الأراضي الأمريكية.

وكان غودان مسؤولاً عن توسيع الأنشطة الإرهابية لحركة الشباب خارج حدود الصومال، حيث قام بتنظيم تفجيرات يوليو / تموز 2010 في كمبالا، أوغندا، والتي أودت بحياة 76 شخصاً، كما قام بتنظيم أول هجوم عنيف كبير لحركة الشباب على الأراضي الكينية، واستهدف مركز ويستجيت للتسوق الراقي في نيروبي في هجوم سبتمبر / أيلول 2013 الذي أسفر عن مقتل 67 شخصاً.

وفي فبراير / شباط 2012، أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري رسمياً تحالف حركة الشباب مع تنظيم القاعدة. وبحسب ما ورد، سعى غودان إلى هذا التحالف لسنوات، لكن بن لادن عارض الاندماج. وعلى النقيض من سلفه، تحرك الظواهري بسرعة للاستجابة لطلب غودان.

واتسمت قيادة غودان لحركة الشباب بالانقسامات والصراعات الداخلية، فقد كان عضواً في عشيرة إسحاق، التي تستوطن بشكل أساسي الجزء الشمالي من الصومال، في حين تستقطب حركة الشباب أعضاءها من الجنوب بشكل أساسي. ولذلك، كان البعض ينظر إلى غودان على أنه دخيل، وكان يفتقر إلى قاعدة القوة العشائرية في حركة الشباب التي تعتبر بالغة الأهمية داخل المنظمات الصومالية. ومع تصاعد خسائر حركة الشباب ضد قوات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) بفعل استراتيجية وتكتيكات غودان، تصاعدت التوترات على نطاق واسع. ويقال إن خسارة مقديشو عام 2010 أمام بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال أذلت غودان، وسرعان ما أصبح العديد من أعضاء الحركة غير راضين عن قيادته.

ولجأ بعض أعضاء حركة الشباب المعارضين إلى موقعي يوتيوب وتويتر للتعبير عن شكاواهم. وكتب آخرون رسالة إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للشكوى من أن غودان قام بتكديس المجالس الداخلية بالموالين وزملائه العشائريين، بينما قام بإسكات أصوات المعارضة، كما أعربوا عن أسفهم لمعاملة غودان الوحشية للمقاتلين الأجانب. وفي مارس / آذار 2012، نشر عضو حركة الشباب الأمريكي عمر شفيق حمامي مقطع فيديو على موقع يوتيوب أرجع فيه انشقاقه عن الحركة إلى الخلافات حول الشريعة والخوف من غودان على حياته.

وردّاً على ذلك، أنشأ غودان وحدة شرطة سرية داخلية خاصة تسمى “أمنيات” لضمان سيطرته على حركة الشباب من خلال حملة تطهير واسعة النطاق للمنشقين. ولكونها موالية لغودان فقط، تجسست “أمنيات” على القادة المنافسين، ونفذت اغتيالات، وحصلت على تدريب وتعويضات أفضل من مقاتلي حركة الشباب الآخرين. وأمر غودان “أمنياته” بقتل عدد من منافسيه، خاصة المقاتلين الأجانب وحتى مؤسسي حركة الشباب. وفي سبتمبر/ أيلول 2013، قتلت “أمنيات” الهمامي ومقاتلاً أجنبياً آخر هو أسامة البريطاني. وبحسب ما ورد، قتلت “أمنيات” أكثر من 200 معارض.

وفي أعقاب عملية التطهير، واصلت حركة الشباب تنفيذ هجمات داخل مقديشو وما حولها، وكذلك خارج حدود الصومال. وفي فبراير/ شباط 2013، حكمت محكمة عسكرية في بونتلاند على غودان غيابياً بالإعدام بسبب هجوم وقع في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2008 في هرجيسا عاصمة أرض الصومال. واشتبهت السلطات في مسؤولية حركة الشباب عن تفجير مجمع الأمم المتحدة والسفارة الإثيوبية في هرجيسا، والذي خلف 28 قتيلاً.

وفي 1 سبتمبر / أيلول 2014، ُقتل غودان في غارة جوية أمريكية في جنوب الصومال، وهو ما أكدته الحكومة الأمريكية بعد أربعة أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى