الشخصيات

أبو محمد المصري

هو عبد الله أحمد عبد الله، عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة ونائب الزعيم السابق للتنظيم أيمن الظواهري. وفقاً لوثيقة سرية صدرت عام 2008 من قبل المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، كان المصري “المسؤول الأول عن التدريب” و”المخطط العملياتي الأكثر خبرة وقدرة” في القاعدة، وهو أحد العقول المدبرة للهجمات القاتلة على السفارات الأمريكية في أفريقيا عام 1998، والتي قتل فيها مئات الأشخاص وأصيب آلاف آخرون.

ولد في محافظة الغربية المصرية عام 1963. شارك في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات، وبحلول عام 1988، انضم إلى تنظيم القاعدة حديث التأسيس وقتها. وفي التسعينيات، أشرف على التدريب العسكري لعناصر القاعدة ورجال القبائل الصومالية الذين قاتلوا سابقاً ضد القوات الأمريكية في مقديشو. تم تعيين عبد الله في النهاية رئيساً لخلايا القاعدة في شرق إفريقيا عام 1996، بينما كان يقود أيضاً معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان من عام 1996 حتى عام 1998.

في ربيع عام 1998، أعطى عبد الله، الذي كان عضواً في اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، الضوء الأخضر لشن هجومين منسقين ضد سفارات الولايات المتحدة في شرق إفريقيا. وفي اليوم السابق لتنفيذ الهجمات، فر عبد الله من نيروبي إلى كراتشي في باكستان. وفي 7 غشت / آب 1998، انفجرت شاحنتان محملتان بالمتفجرات أمام السفارتين الأمريكيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، وأسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من 224 شخصاً وإصابة أكثر من 4500 آخرين. وقُتل اثني عشر أمريكياً في الهجوم.

[لاحقاً، في عام 2022، أصدرت مؤسسة السحاب: الذراع الإعلامية للقاعدة، كتاباً بعنوان “الطريق إلى نيروبي ودار السلام” كتبه عبد الله نفسه، تحدث بالتفصيل عن مراحل التخطيط والتنفيذ لهاتين العمليتين].

في نوفمبر / تشرين الثاني 1998، تم توجيه الاتهام إلى عبد الله من قبل مكتب المدعي العام للولايات المتحدة في المنطقة الجنوبية من نيويورك لدوره في تفجير السفارتين الأمريكيتين. اتُهم عبد الله بقتل مواطنين أمريكيين خارج الولايات المتحدة، التآمر لقتل مواطنين أمريكيين خارج الولايات المتحدة، الهجوم على منشأة فيدرالية أدى إلى الوفاة، وتدمير مباني وممتلكات الولايات المتحدة.

ونظراً لنجاح عملية السفارات، تم تعيين عبد الله في مجلس شورى القاعدة، حيث كان يؤخذ برأيه في جميع الهجمات المخطط لها، والتي شملت تفجير المدمرة الأمريكية كول في اليمن في أكتوبر / تشرين الأول 2000، وهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 في الولايات المتحدة، كما تم تجديد تعيينه مسؤولاً عن معسكرات التدريب التابعة للتنظيم؛ لأنه كان بارعاً في قياس مهارات العناصر وتحديد أدوارهم في الهجمات المستقبلية.

في 12 أكتوبر / تشرن الأول 2001، تم تصنيف عبد الله من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، بصفته إرهابياً عالمياً محدداً بشكل خاص، وتم إدراجه أيضاً على قائمة الإرهابيين “المطلوبين” لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، كما قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدراجه على قائمته للإرهاب في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2001 لارتباطه بتنظيم القاعدة و”المشاركة في تمويل وتخطيط وتسهيل ارتكاب أعمال أو أنشطة إرهابية”.

فر عبد الله إلى إيران عام 2003، وكان منذ وصوله تحت المراقبة السرية للسلطات الإيرانية. ومع ذلك، بمجرد أن اشتبهت الاستخبارات الإيرانية في أن عبد الله على علم بأنه يخضع للمراقبة، اعتقلته قوات الأمن الإيرانية مع اثنين آخرين من كبار قادة القاعدة – أبو الخير المصري وسيف العدل – في 23 أبريل/ نيسان 2003. وقد عُرض على عبد الله الإفراج عنه في خريف عام 2011 بشرط عودته إلى وطنه، لكنه رفض بدعوى أنه سيتعرض للتعذيب على يد أجهزة الأمن المصرية.

ووفقاً للعميل الخاص السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي علي صوفان، في وقت ما من عام 2007، فتحت القاعدة قناة خلفية مع السلطات الإيرانية للتفاوض بشأن وضع المعتقلين من قادتها في إيران. في 18 سبتمبر / أيلول 2015، ورد أن عبد الله كان أحد خمسة من عناصر القاعدة الذين أخلت إيران سبيلهم مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني اختطفه عناصر القاعدة في اليمن.

في 7 غشت / آب 2020، أطلق قاتلان يركبان دراجة نارية النار على عبد الله في أحد شوارع طهران، ما أدى إلى مقتله، كما قُتلت معه ابنته مريم: أرملة حمزة بن لادن. حددت وسائل الإعلام الإيرانية في البداية الضحيتين بأنهما أستاذ التاريخ اللبناني وعضو حزب الله حبيب داود وابنته مريم البالغة من العمر 27 عاماً. وأكد مسؤولون استخباراتيون مجهولون هوية عبد الله بعد ثلاثة أشهر لصحيفة نيويورك تايمز، وزعموا أن الحكومة الإيرانية زودت عبد الله بهوية مزيفة. وبحسب المسؤولين، فإن عملاء إسرائيليين نفذوا عملية الاغتيال بناء على طلب من الولايات المتحدة. وبينما نفت إيران الخبر في بيان رسمي للخارجية الإيرانية، أكد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، مقتل أبي محمد المصري في طهران في 12 يناير / كانون الثاني 2021.

زر الذهاب إلى الأعلى