عباس نیلفروشان
يشغل عميدًا في الحرس الثوري الإيراني، ويُعرف باسمه الحركي “الحاج عباس”، ويشار إليه في وسائل الإعلام الإيرانية بصفته “شخصية رئيسة” تتمتع بخبرة واسعة في ساحة المعركة، ولعبت دوراً حاسماً في دعم “محور المقاومة”، بما في ذلك حزب الله في لبنان والجماعات المسلحة الفلسطينية، مما ساعد في تعزيز قدراتهم العسكرية والعملياتية.
ولد نيلفروشان بمدينة أصفهان الإيرانية عام 1966. بدأ نشاطه العسكري في ثمانينيات القرن العشرين بالانضمام إلى قوات الباسيج، ثم إلى الحرس الثوري الإيراني، حيث شغل مناصب مختلفة بما في ذلك نائب قائد العمليات.
خلال الحرب العراقية الإيرانية، شغل نيلفروشان مناصب مختلفة في فرقة الإمام الحسين الرابعة عشرة والفرقة المدرعة الثامنة في النجف الأشرف، بما في ذلك قائد فصيلة، وقائد سرية، وقائد كتيبة، وقائد محور، ونائب قائد عمليات فرقة النجف الثامنة تحت قيادة أحمد كاظمي.
كما شمل مساره العسكري مناصب مثل نائب قائد عمليات القوات البرية للحرس الثوري من عام 2005 إلى عام 2007، وقائد كلية القيادة والأركان للحرس الثوري من عام 2010 إلى عام 2014، ونائب القائد العام للحرس الثوري في مقر الإمام الحسين، ونائب قائد عمليات الحرس الثوري خلال فترة الجنرال محمد رضا زاهدي. وهو يشغل هذا المنصب منذ عام 2019. كما أن لديه 5 سنوات من الخبرة في لبنان وسوريا في سيرته الذاتية.
في أبريل / نيسان 2022، أكد نيلفروشان على القوة العسكرية الإيرانية، معلناً أن إيران تمتلك الآن “أعظم قدرات في مجال الصواريخ والطائرات من دون طيار في المنطقة”. وذكر أن هذه القدرات تستند إلى المعرفة المحلية وستستمر في النمو.
كما ناقش نفوذ الحرس الثوري الإيراني خارج حدود إيران، قائلاً إن الحرس الثوري وسع “بذكاء” دفاعه عن الأمة والإسلام خارج حدوده. وأضاف أن الحرس الثوري لم يضمن أمن الحدود فحسب، بل شارك أيضاً بنشاط في الاستجابة للكوارث وتطوير البنية التحتية الوطنية، مما ساعد في تحويل ميزان القوى في المنطقة لصالح إيران.
وفيما يتعلق بإسرائيل، رأى نيلفروشان أن “انسحاب أمريكا من أفغانستان كان انتصاراً كبيراً لدول المنطقة”. لكنه حذر من أن الولايات المتحدة لن تستسلم بسهولة وستدعم إسرائيل. وأضاف: “بعد تراجع هيمنتهم في المنطقة، يبحث الأمريكيون عن خطط بديلة لتأمين نظام الاحتلال الإسرائيلي وتأخير سقوطه”.
كما استخدم نيلفروشان لهجة تهديدية بشكل متكرر عند مخاطبة الدول الأجنبية. ففي عام 2023، على سبيل المثال، حذر الدول الغربية: “نحذر الغرب من تكرار أخطاء الماضي. لا تجعلونا نرتدي أحذيتنا من الثمانينيات مرة أخرى، وإلا ستجدون أنفسكم تتوسلون مجدداً. نحن نسوي الحسابات مع أعدائنا، ولا نترك الديون دون سداد؛ يمكنكم أن تسألوا النظام الصهيوني عن ذلك”.
في 26 أكتوبر / تشرين الأول 2022، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة الخارجية عقوبات مشتركة على نيلفروشان لدوره في قمع الاحتجاجات المحلية في إيران. وكان نيلفروشان أحد الشخصيات الرئيسة في قمع احتجاجات حركة “المرأة، الحياة، الحرية” التي بدأت في إيران في سبتمبر/ أيلول 2022.
ويعتقد نيلفروشان أن “الأعداء” الأجانب لعبوا دوراً مهمّاً في الاحتجاجات، مدعياً أنهم تلاعبوا بعقول الشباب الإيراني لتحريضهم على “أعمال الشغب”. وقال: “في أعمال الشغب الأخيرة، عمل العدو على عقول بعض شبابنا، وبما أننا أردنا استعادة أطفالنا، فقد تعاملنا مع الموقف بتساهل. لو اخترنا مواجهتهم كما فعلوا، لكانت هذه الحوادث قد انتهت في وقت أقرب بكثير”.
بعد اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي في هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل/ نيسان 2024، تولى نيلفروشان قيادة جبهة لبنان في الحرس الثوري، وأصبح هو المسؤول الرئيسي عن التنسيق مع حزب الله في لبنان. وبعد اقل من خمسة أشهر، في 27 سبتمبر / أيلول، قُتل بدوره في بيروت في غارة جوية إسرائيلية مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من كبار مسؤولي الحزب وقادة الحرس الثوري. واعتبر محللون محليون وفاة نيلفروشان خسارة كبيرة للحرس الثوري الإيراني، و”ضربة مؤلمة” ستشكل “نهاية مرحلة من تاريخ النفوذ الإيراني في المنطقة”.