الشخصيات

آدم يحيى غدن (عزام الأمريكي)

هو مواطن أمريكي اعتنق الإسلام، وأصبح متحدثًا رسمياً باسم تنظيم القاعدة. انضم غدن إلى تنظيم القاعدة في عام 1998، وبدءاً من عام 2004، ظهر في مقاطع فيديو متعددة للقاعدة يدعو فيها إلى شنّ هجمات على الولايات المتحدة. اتُهم بالخيانة في عام 2006، مما جعله أول أمريكي يُتهم بهذه التهمة منذ الحرب العالمية الثانية. قتل غدن في غارة بطائرة من دون طيار أمريكية بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في يناير / كانون الثاني 2015. كان غدن أحد أوائل الأمريكيين الذين انضموا إلى منظمة إرهابية أجنبية، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى وصفه بأنه “سلالة جديدة من المتطرفين المحليين [الذين يختارون] خيانة بلد ميلادهم”.

ولد غدن في عام 1978 لأب يهودي وأم كاثوليكية، وترعرع هو وإخوته في مزرعة ماعز في مقاطعة ريفرسايد، كاليفورنيا. اعتنق الإسلام في عام 1995، وهو في السابعة عشرة من عمره في الجمعية الإسلامية في مقاطعة أورانج في كاليفورنيا. وفي العام التالي، انتقل للعيش مع جده لأبيه في سانتا آنا. وكان جد غدن لأبيه، كارل بيرلمان، عضواً في مجلس إدارة رابطة مكافحة التشهير الوطنية ورئيساً لصندوق الرعاية اليهودية المتحدة.

يُقال إن غدن أصبح متطرفاً تحت تأثير هشام دياب أثناء حضوره اجتماعات الجمعية الإسلامية في مقاطعة أورانج في منتصف إلى أواخر التسعينيات. كان دياب من أتباع “الشيخ الأعمى” عمر عبد الرحمن، الذي سبق أن ألقى محاضرات عن الجهاد العنيف في المسجد في عام 1992. بدأ غدن ودياب في الإشارة إلى قادة المسجد بصفتهم “كفارًا” بسبب ترويجهم للتعايش بين الأديان. كما انخرط غدن في مجموعة دياب غير الربحية، وهي مؤسسة خيرية أغلقتها الحكومة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول بتهمة تحويل الأموال إلى المتطرفين في الشرق الأوسط. في عام 1997، ألقي القبض على غدن بتهمة الاعتداء على أحد قادة المسجد. أقر غدن بالذنب في جنحة الاعتداء والضرب، وحُكم عليه بالسجن لمدة يومين وخدمة المجتمع، ثم مُنع من دخول المسجد.

في سبتمبر / أيلول 1998، زُعم أن جمعية دياب الخيرية دفعت تكاليف سفر غدن الذي كان يبلغ من العمر آنذاك عشرين عاماً من الولايات المتحدة إلى باكستان. ويقال إن أحد عناصر تنظيم القاعدة التقى غدن في مطار بيشاور، ورافقه إلى معسكر تدريبي لتنظيم القاعدة في أفغانستان. وفي العام التالي سافر غدن لفترة وجيزة إلى الولايات المتحدة لحضور جنازة جده، ثم عاد إلى باكستان، وأخبر والديه أنه يعمل صحفياً. ووفقاً لوالديه، لم يسمعا عنه بعد ذلك إلا في عام 2002.

وتشير التقارير إلى أن المسؤولين الأمريكيين اكتشفوا اسم غدن في اتصالات القاعدة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، ولكنهم لم يدركوا أهميته حتى ذكر خالد شيخ محمد، العقل المدبر للهجمات، غدن مراراً وتكراراً أثناء التحقيقات التي أعقبت القبض عليه في عام 2003. وقال خالد شيخ محمد للمحققين إنه حاول تجنيد غدن لمهمة انتحارية، ولكنه رفض بسبب زواجه. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2004، ظهر غدن لأول مرة في عدة مقاطع فيديو دعائية للقاعدة، حيث أشاد بأسامة بن لادن وهدد بشن هجمات ضد الولايات المتحدة.

في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، وجهت هيئة محلفين كبرى في كاليفورنيا إلى غدن تهمة الخيانة وتقديم الدعم المادي لتنظيم القاعدة غيابياً. وفي ذلك الشهر، أضاف مكتب التحقيقات الفيدرالي غدن إلى قائمة الإرهابيين المطلوبين، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

في مقطع فيديو بثته القاعدة في مايو/ أيار 2007، طالب غدن الولايات المتحدة بسحب قواتها من كل دولة إسلامية؛ ووقف كل الدعم والمساعدات المقدمة إلى “أكثر من 56 نظاماً مرتداً في العالم الإسلامي”؛ ووقف الدعم لإسرائيل؛ وإطلاق سراح كل السجناء المسلمين؛ ووقف التدخل في الشؤون الإسلامية، وخاصة في الإعلام والتعليم. وفي مقطع فيديو بث في يناير/ كانون الثاني 2008، مزق غدن جواز سفره الأمريكي ودعا المسلمين في الشرق الأوسط إلى “استقبال” الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش بالقنابل والمركبات المفخخة أثناء زيارته المقبلة للمنطقة.

وتكشف الوثائق التي تم الاستيلاء عليها من مجمع أسامة بن لادن في أبوت آباد بعد وفاته في عام 2011 أن غدن كان على اتصال منتظم بزعيم تنظيم القاعدة. ووفقاً للوثائق، نصح غدن بن لادن بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة في العراق بسبب الإخفاقات المتعددة لذلك الفرع، كما كتب غدن إلى بن لادن أن تنظيم القاعدة لم يُنسب إليه الفضل بشكل صحيح في التسبب في الركود الاقتصادي الأمريكي الذي بدأ في عام 2008.

قُتل غدن في غارة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في 19 يناير/ كانون الثاني 2015. ووفقاً للبيت الأبيض، جاء مقتله بالصدفة، ولم يكن هو المستهدف على وجه التحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى