الشخصيات

أبو حمزة المصري

اسمه الحقيقي مصطفى كامل، وهو جهادي مصري بريطاني مرتبط بتنظيم القاعدة ومدرج على لائحة العقوبات الأمريكية والأمم المتحدة. وقد أدين في الولايات المتحدة بتهم متعددة، بما في ذلك دوره في احتجاز رهائن في اليمن عام 1998، ودعمه لنشطاء جهاديين في أفغانستان، والتخطيط لإنشاء معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في الولايات المتحدة. كان أبو حمزة واعظاً لفترة طويلة في مسجد فينسبري بارك في لندن، وتم القبض عليه في المملكة المتحدة عام 2004 وتسليمه إلى الولايات المتحدة عام 2012. ويقضي حالياً حكمين بالسجن المؤبد دون الإفراج المشروط في سجن شديد الحراسة في كولورادو.

ولد أبو حمزة في الإسكندرية بمصر عام 1958، وبدأ يظهر اهتماماً بالدين في أوائل الثمانينيات أثناء إقامته بتأشيرة طالب في إنجلترا. وهناك درس الهندسة المدنية في كلية برايتون بوليتكنيك وعمل في ملهى ليلي في لندن. أثناء وجوده في إنجلترا، التقى أبو حمزة بامرأة بريطانية وتزوجها في النهاية، والتي قيل إنها شجعته على أن يصبح أكثر التزاماً دينياً.

في عام 1987، سافر أبو حمزة إلى مكة بالمملكة العربية السعودية، حيث التقى بالزعيم الروحي لحركة المجاهدين الأفغان عبد الله عزام. وبحسب روايته الخاصة، فإن اللقاء مع عزام ألهم أبو حمزة في النهاية مغادرة إنجلترا عام 1991 والسفر إلى أفغانستان، حيث عمل في مشروع خيري بتمويل خليجي لبناء المصانع والمدارس والمساجد وتوفير الموارد للاجئين في أعقاب الحرب السوفيتية الأفغانية. وأثناء سفره إلى المنطقة، فقد أبو حمزة عينه ويديه الاثنتين، على الرغم من أن تفاصيل إصابته غير متسقة. ففي وقت ما، ادعى أبو حمزة أنه أصيب أثناء مشاركته في مشروع لإزالة الألغام في جلال آباد، لكنه قال خلال محاكمته في الولايات المتحدة إنه أصيب أثناء تعامله مع متفجرات مع الجيش الباكستاني في لاهور.

عاد أبو حمزة إلى إنجلترا لتلقي العلاج عام 1993. ولكن بعد عامين، غادر إنجلترا مرة أخرى، وهذه المرة للقتال ضد الصرب والكروات في البوسنة. عند عودته إلى لندن عام 1995، سرعان ما أصبح “شخصية بارزة” في المشهد الإسلامي / الجهادي البريطاني، وصنع لنفسه اسماً من خلال الوعظ وتوزيع المنشورات التي تحث على الجهاد العنيف في الشرق الأوسط. خلال هذا الوقت، اتخذ لقب “أبو حمزة المصري”، وأسس وتزعم جماعة إسلامية متطرفة تحمل اسم “أنصار الشريعة”. وفي عام 1997، بدأ بالوعظ في مسجد فينسبري بارك في لندن، حيث بدأ في جمع أتباعه. وفي مقابلات أجريت معه في التسعينيات، أعلن أبو حمزة دعمه لقتل السياح غير المسلمين الذين يزورون دول الشرق الأوسط. ووفقاً لروايته الخاصة، اتصل به جهاز الاستخبارات البريطاني لأول مرة في هذا الوقت تقريباً، بعد أن قام أعضاء في الجماعة الإسلامية المصرية بقتل 68 سائحاً في الأقصر بمصر في نوفمبر/ تشرين الثاني 1997.

في السنوات اللاحقة، سيطر أبو حمزة على مسجد فينسبري بارك، واستأثر بإلقاء جميع خطبه تقريباً. ووفقاً للتقارير، فإن أنصار أبو حمزة غالباً ما كانوا يمنعون الغرباء وأي شخص يعتبره أبو حمزة تهديداً من دخول المسجد. خلال هذا الوقت، ارتبط أبو حمزة عن بعد بشخصيات متطرفة في اليمن، وادعى أنه يعمل كـ “مرجع شرعي” لمجموعة جيش عدن الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة. وفي عام 1999، تواصلت الشرطة البريطانية مع أبي حمزة للاشتباه في صلاته بمؤامرات تفجير في اليمن.

في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 1998، شارك أبو حمزة عن بعد في عملية احتجاز رهائن في اليمن أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص. وقبل الهجوم، كان أبو حمزة قد زود الخاطف الرئيسي بهاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية، واستخدمه للتحدث معه قبل العملية وأثناءها. وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول، اقتحم خاطفون قافلة تقل 16 سائحاً واحتجزوهم كرهائن بالقوة. وخلال الهجوم، وافق أبو حمزة على العمل كوسيط نيابة عن الخاطفين، واستمر في تقديم النصائح للخاطفين عبر الهاتف. وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول، أثناء محاولة إنقاذ قام بها الجيش اليمني، استخدم الخاطفون الرهائن كدروع بشرية، مما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة آخرين. وقد أعلن الجيش الإسلامي في عدن مسؤوليته عن الهجوم، كما ادعى أيضاً في وقت لاحق مسؤوليته عن تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول عام 2000.

واصل أبو حمزة إلقاء المحاضرات في مسجد فينسبري بارك، بينما كان يدعم العمليات الإرهابية في الخارج. في عام 1999، حاول مع العديد من المتآمرين معه إنشاء معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في الولايات المتحدة، ومقره في بولاية أوريغون. وفي أواخر نوفمبر / تشرين الثاني 1999، أرسل أبو حمزة عدداً من عناصر القاعدة المتمركزين في بريطانيا لإنشاء المعسكر. وقد أحضر أحد العناصر، أسامة عبد الله قصير، معه دليل استخدام غاز الأعصاب السارين. وكجزء من المؤامرة، بدأ عملاء تنظيم القاعدة المتمركزون في الولايات المتحدة في تخزين الأسلحة والذخيرة وفقاً لوثائق المحكمة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، واصل أبو حمزة أيضاً العمل كمجند للمقاتلين الأجانب. وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2000، بدأ في ترتيب أماكن إيواء آمنة في باكستان للمقاتلين الأجانب المسافرين إلى أفغانستان.

أدرجت الأمم المتحدة الجيش الإسلامي في عدن – الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم الرهائن عام 1998 – كمنظمة تابعة لتنظيم القاعدة في أكتوبر / تشرين الأول 2001، بعد أن صنفت الولايات المتحدة الجماعة كممول للإرهاب. وبعد أشهر، في 19 أبريل/ نيسان 2002، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية أبو حمزة على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص. وأضاف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أبو حمزة إلى قائمة الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة بعد فترة وجيزة. بعد ذلك. وفي شرح سبب إدراج أبو حمزة على القائمة، أشارت الأمم المتحدة إلى أنه كان مسؤولاً عن “التجنيد” و”المشاركة في تمويل وتخطيط وتسهيل والتحضير أو ارتكاب الأعمال الإرهابية” المنسوبة للجيش الإسلامي في عدن. وعلى الرغم من إدراجه في القائمة، استمر أبو حمزة في الدعوة علناً في لندن لعدة سنوات. وفي عام 2002، في الذكرى الأولى لهجمات 11 سبتمبر / أيلول التي شنها تنظيم القاعدة، شارك في تنظيم مؤتمر في مسجد فينسبري بارك. وخلال المؤتمر، ورد أن المتحدثين أشادوا بخاطفي طائرات 11 سبتمبر / أيلول. وداهمت السلطات البريطانية المسجد في يناير/ كانون الثاني 2003 بعد اكتشاف مؤامرة إرهابية، وصادرت أسلحة ومئات من وثائق الهوية وبطاقات الائتمان المزورة أو المسروقة. ولم يتم اعتقال أبو حمزة على الرغم من مداهمة مسجد فينسبري بارك وإغلاقه مؤقتاً، فضلاً عن اعتقال عدد من أعضائه. واستمر في الوعظ علناً في لندن، وغالباً في الشارع المواجه مباشرة للمسجد.

واعتقلت السلطات البريطانية أبو حمزة في مايو / أيار 2004 بعد أن طلبت الولايات المتحدة تسليمه لمحاكمته. وبحلول تلك المرحلة، كان أبو حمزة قد جُرد من جنسيته وفقاً لوزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت. وعلى الرغم من طلب الولايات المتحدة تسليمه، تمت محاكمة أبو حمزة لأول مرة في المملكة المتحدة. في فبراير / شباط 2006، حكم عليه بالسجن سبع سنوات بعد إدانته بستة عشر تهمة جنائية، بما في ذلك ست تهم بالتحريض على القتل وثلاث تهم بإثارة الكراهية الدينية والعنصرية. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2012، وبعد معركة قانونية استمرت ثماني سنوات، تم تسليم أبو حمزة إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات تتعلق بالإرهاب. أُدين في مايو/ أيار 2014 بـ 11 تهمة تتعلق بالإرهاب، وحُكم عليه في يناير/ كانون الثاني 2015 بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.

في غشت / آب 2020، رفع أبو حمزة دعوى قضائية ضد المدعي العام الأمريكي بشأن ظروف سجنه “القاسية” بحسب زعمه. وادعى أن إدارة السجن حرمته من الزيارات العائلية طوال الثماني سنوات الماضية، وأنه لا يتلقى أي ضوء طبيعي في زنزانته. وزعم أبو حمزة أيضاً أن إزالة خطافاته “جعلته مضطراً إلى تمزيق عبوات الطعام بأسنانه المتعفنة”. وادعى أن ظروف سجنه سببت له مشاكل نفسية مثل “التوتر والقلق”.

زر الذهاب إلى الأعلى