الشخصيات

إبراهيم العسيري (أبو صالح)

يعدّ العسيري، المولود في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، صانع القنابل الرئيس في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. قبل انضمامه إلى القاعدة في جزيرة العرب، كان ينتمي إلى خلية تابعة لتنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، حيث خطط لسلسلة من التفجيرات على منشآت النفط المحلية. سافر العسيري إلى اليمن عام 2007 للانضمام إلى القاعدة في جزيرة العرب، واشتهر بتصميمه لعدد من الهجمات بالقنابل ضد أهداف أمريكية. تشمل هذه المؤامرات، على سبيل المثال، محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة نورث آير لاين 253 المتجهة من أمستردام (هولندا) إلي ديترويت، ميشيغان (الولايات المتحدة الأمريكية) في يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر / كانون الأول 2009، كما تورط العسيري في العملية الانتحارية الفاشلة التي نفذها شقيقه عبد الله عام 2009 لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في جدة. قتل العسيري في غارة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار في مديرية مأرب شرق اليمن في النصف الثاني من عام 2017.

ووفقاً لأخته، أصبح العسيري متديناً ومنعزلاً بعد وفاة أحد إخوته في حادث سيارة عام 2000. “بعد ذلك بدأوا [إبراهيم وشقيقه الأصغر عبد الله] بتبادل أشرطة الفيديو والكاسيت الخاصة بالمجاهدين”، كما قالت لوسائل الإعلام السعودية. ففي أيام الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كان العسيري طالباً بقسم الكيمياء في جامعة الملك سعود بالرياض. وبعد فترة وجيزة من الغزو، ورد أنه حاول عبور الحدود للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق، لكن السلطات السعودية اعتقلته وسجنته لمدة تسعة أشهر.

بعد إطلاق سراحه، شكل العسيري وشقيقه عبد الله خلية متشددة مرتبطة بجناح تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، وخططوا لشن هجمات ضد قوات الأمن في المملكة والمنشآت النفطية والعائلة المالكة. وفي عام 2007، انضمّ وشقيقه إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن، وترقى بسرعة في صفوفه حتى أصبح صانع القنابل الأكثر شهرة في التنظيم.

في مارس / آذار 2011، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية العسيري على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص. وفي عام 2014، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد موقع العسيري وغيره من قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكان العسيري مطلوباً أيضاً من قبل المملكة العربية السعودية، وقد أصدر الإنتربول إشعاراً يحذر فيه الجمهور من المخاطر التي يشكلها. وفي 11 يناير / كانون الثاني 2016، ظهر في تسجيل صوتي أصدره تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث تعهد بمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة.

في 17 غشت / آب 2018، قال مسؤولون أمنيون يمنيون وزعيم قبلي لوكالة أسوشيتد برس إن العسيري قتل في غارة أمريكية بطائرة من دون طيار في مأرب خلال النصف الثاني من عام 2017. وبحسب التقارير، استهدفت الطائرة من دون طيار سيارة العسيري، ما أدى إلى مقتله هو واثنين إلى أربعة من مرافقيه. وفي 20 غشت / آب، أكد مسؤولون أمريكيون مقتل العسيري في غارة عام 2017. ووصف تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مقتل العسيري بأنها “ضربة خطيرة لقدرة [تنظيم القاعدة في جزيرة العرب] العملياتية”.

علاوة على مهامه العملياتية، كان العسيري مدير تحرير مجلة “انسباير” الشهيرة التي كان يصدرها الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وكتب فيها العسيري العديد من المقالات العسكرية، بالإضافة إلى مقالات ورسائل أخرى كان ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد جمعت كلها في كتاب إلكتروني صدر عام 2023.

زر الذهاب إلى الأعلى