الشخصيات

هادي مطر

متطرف شيعي متهم بمحاولة قتل الكاتب البريطاني الأمريكي سلمان رشدي في 12 غشت / آب 2022، في تشوتوكوا، نيويورك. وتستهدف رشدي فتوى أصدرها المرشد الأعلى الإيراني السابق روح الله الخميني عام 1989 تقضي بإعدامه بتهمة إهانة الإسلام من خلال روايته “آيات شيطانية”.

في 12 غشت / آب 2022، كان من المقرر أن يلقي رشدي محاضرة في معهد تشوتوكوا في غرب نيويورك. استقل مطر الحافلة إلى تشوتوكوا من منزله في فيرفيو، نيو جيرسي. وفي حوالي الساعة 10:45 صباحاً، أثناء تقديم رشدي، اندفع مطر إلى المسرح حاملاً سكيناً وطعن المؤلف عدة مرات. وكان مطر قد دخل المنشأة واجتاز الحد الأدنى من الفحوصات الأمنية باستخدام بطاقة هوية مزورة تحت اسم حسن مغنية. سجلت بطاقة الهوية عنوانه في شقة في غرب نيويورك، نيو جيرسي. وقالت مالكة الوحدة السكنية لوسائل الإعلام إنها لا تعرف مطر أو مغنية. بعد الهجوم، أغلقت الشرطة منزل مطر في فيرفيو. وبحسب جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتوكوا، فإن إصابات رشدي شملت ثلاث طعنات في الجانب الأيمن من مقدمة رقبته، وأربع طعنات في بطنه، وجرح ثقب في عينه اليمنى، وجرح ثقب في صدره، وجرح في فخذه الأيمن. وبحسب وكيل رشدي، فإن أعصاب ذراع رشدي مقطوعة، كما أصيب كبده بأضرار. في أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، أفاد وكيل رشدي بأن رشدي فقد البصر في إحدى عينيه، كما فقد القدرة على استخدام إحدى يديه.

في 14 فبراير/ شباط 1989، أصدر المرشد الأعلى الإيراني آنذاك روح الله الخميني فتوى وصف فيها رواية رشدي بأنها إهانة للإسلام. وفي 18 فبراير/ شباط، أصدر رشدي اعتذاراً عن “الضيق الذي سببته الرواية للمسلمين المخلصين”. وفي 20 فبراير/ شباط، رفض الخميني الاعتذار، وأعلن أنه يجب قتل رشدي وإرساله “إلى الجحيم”. بعد هذا الإعلان، عرض رجال الدين الإيرانيون مكافأة قدرها 6 ملايين دولار تقريباً لمن يقتل رشدي. بالإضافة إلى هجوم تشوتوكوا، وقعت خمس هجمات على الأقل ضد رشدي وغيره من المشاركين في نشر وترجمة وتوزيع روايته في جميع أنحاء العالم منذ عام 1989. وأعلن خليفة الخميني، علي خامنئي، في عام 2005 أن حكم الإعدام ضد رشدي لا يزال ساري المفعول. وفي فبراير/ شباط 2016، عرضت 40 مؤسسة إعلامية إيرانية تديرها الدولة مكافأة مشتركة إضافية قدرها 600 ألف دولار لمن يقتل رشدي. في أكتوبر / تشرين الأول 2022، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على مؤسسة خرداد 15، وهي مؤسسة خيرية إيرانية تحت رعاية المرشد الأعلى الإيراني، لتخصيصها مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتل رشدي منذ عام 1989. وفي عام 2012، رفعت المؤسسة مكافأتها إلى 3.3 مليون دولار ووعدت بدفع المبلغ كاملاً وعلى الفور لمن يقوم بالمهمة.

بحسب التقارير، عثرت الشرطة على صور للخميني على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بمطر، كما استخدم مطر صورة خامنئي كصورة رمزية لحساب بريده الإلكتروني. وفي أعقاب هجوم تشوتوكوا، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤسسات الدولة الإيرانية بالتحريض على “العنف ضد رشدي لأجيال”، قائلاً في بيان له إن “وسائل الإعلام التابعة للدولة تحدثت مؤخراً بنبرة شامتة عن محاولة اغتيال رشدي”. ونفت الحكومة الإيرانية أي صلة لها بالهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لوسائل الإعلام الإيرانية إن رشدي هو من حرض على الهجوم عليه بنفسه. ووفقاً لكنعاني، فإن رشدي تجاوز “الخطوط الحمراء” و”عرض نفسه لغضب الشعب وانتقامه”.

ولد مطر عام 1997 / أو 98 في الولايات المتحدة الأمريكية لعائلة مسلمة شيعية من بلدة يارون الحدودية في جنوب لبنان، معقل حزب الله. استقروا في البداية في كاليفورنيا، وبعد طلاق والديه في عام 2004، عاد حسن، والد مطر، إلى لبنان بينما بقي مطر وإخوته مع والدتهم. عاش مطر مع والدته سيلفانا فردوس في فيرفيو، نيو جيرسي. وبعد اعتقال مطر، قالت فردوس لوسائل إعلام لبنانية. إنها لم تعد ترغب في التحدث مع ابنها و”ليس هناك مستقبل”. ذكرت فردوس أن ابنها أصبح منعزلاً وانطوائياً وأكثر تركيزاً على الإسلام بعد رحلة استغرقت 28 يوماً إلى لبنان لزيارة والده في عام 2018. وبحسب والدته، كان مطر يحبس نفسه بانتظام في الطابق السفلي من البيت ويرفض الاتصال بها وبشقيقتيه التوأم البالغتين من العمر 14 عاماً لعدة أشهر في كل مرة. كما بدأ ينتقد والدته لعدم تربيته بطريقة إسلامية أكثر صرامة. في أبريل / نيسان 2022، انضم مطر إلى صالة ألعاب رياضية محلية للملاكمة مقابل 158 دولاراً شهرياً لحصص غير محدودة. ألغى مطر العضوية قبل ثلاثة أيام من الهجوم على رشدي، وأخبر الصالة الرياضية بأنه لا يستطيع الاستمرار لظروف خاصة.

تم توجيه الاتهام إلى مطر في البداية في 13 غشت / آب 2022 بمحاولتي القتل والاعتداء من الدرجة الثانية. ودفع مطر بأنه غير مذنب. رفضت المحكمة الإفراج عنه بكفالة وأعادته إلى سجن مقاطعة تشوتوكوا. وفي مقابلة أجرتها معه في 17 غشت / آب صحيفة نيويورك بوست، اعترف مطر بأنه لم يقرأ رواية “آيات شيطانية” بالكامل، لكنه قال إنه لا يحب رشدي لأنه أهان الإسلام. كما أعرب مطر عن دهشته من نجاة رشدي من الهجوم وأشاد بالخميني ووصفه بأنه “شخص عظيم”. في 18 غشت / آب، وجهت هيئة محلفين كبرى في نيويورك إلى مطر تهمتي الشروع في القتل والاعتداء، وتصل عقوبة تهمة الشروع في القتل إلى السجن لمدة أقصاها 25 عاماً. وطلب محامي مطر إطلاق سراحه على ذمة المحاكمة، لكن القاضي ديفيد فولي رفض الإفراج عنه بكفالة.

وكان من المقرر أن تبدأ محاكمة مطر في 8 يناير / كانون الثاني 2024، لكن تم تأجيلها بطلب من محاميه، ولم يتم تحديد موعد جديد بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى