نيويورك تايمز: إيران كانت على علم بخطة حماس لشنّ هجوم 7 أكتوبر
كشفت وثائق سرية اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، أن إيران كانت على علم بخطة حماس لشنّ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل منذ يوليو/ تموز 2023 على الأقل، بل ورحبت بها، وهو ما يتناقض مع مزاعم سابقة للسلطات الإيرانية بأن طهران لم تكن على علم بالخطة.
وقد زعم المسؤولون الإيرانيون مراراً وتكراراً أنهم لم يشاركوا في الهجوم، لكن الحكومة أشادت على الفور في 7 أكتوبر / تشرين الأول بالعملية وأمرت بالاحتفال في الشوارع، مع نصب لافتات كبيرة في غضون ساعات.
وتظهر وثائق سرية تحققت منها صحيفة نيويورك تايمز أن القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية ناقش الخطة مع القائد في الحرس الثوري الإيراني محمد سعيد إيزادي في يوليو/ تموز 2023.
وقال إيزادي إن حزب الله وإيران رحبا بالخطة من حيث المبدأ، لكنهما يحتاجان إلى الوقت لـ “تهيئة البيئة” بحسب التقرير.
لكن الوثائق لا تقول شيئاً عن تفاصيل الخطة التي قدمتها حماس لحلفائها.
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زعم المسؤولون الإيرانيون أنهم لم يتلقوا أيّ إشارة بشأن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء. وقالت ثلاثة مصادر في ذلك الوقت إن “المرشد الأعلى الإيراني وجه رسالة واضحة إلى رئيس حماس عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني… لم تعطونا أي تحذير بشأن هجومكم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولن ندخل الحرب نيابة عنكم”.
ونفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة الادعاءات الواردة في الوثائق السرية التي تحققت منها صحيفة التايمز. وقالت في بيانها: “كل التخطيط واتخاذ القرار والتوجيه تم تنفيذه من قبل الجناح العسكري لحركة حماس المتمركز في غزة، وأي ادعاء يحاول ربطه بإيران أو حزب الله – إما جزئياً أو كلياً – خالٍ من المصداقية ويأتي من وثائق ملفقة”.
وفي الهجوم على جنوب إسرائيل، قُتل 1200 شخصاً على يد مقاتلي حماس، كما أُخذ 240 آخرين كرهائن، في أعنف يوم بالنسبة إلى إسرائيل منذ تأسيسها.
وقد دفع الهجوم إسرائيل إلى قصف غزة وغزوها، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين الفلسطينيين. كما انخرط حزب الله في تبادل لإطلاق النار مع إسرائيل استمر لمدة عام، والذي بلغ ذروته بقتل إسرائيل لزعيم الحزب حسن نصر الله وجميع القادة الآخرين في المنظمة تقريباً.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الوثائق التي تم الحصول عليها حديثاً “تمثل تقدماً في فهم حماس” و”تظهر جهوداً مكثفة لخداع إسرائيل بشأن نواياها، بينما أرست المجموعة الأساس لهجوم جريء وحريق إقليمي كان زعيم حماس في غزة يحيى السنوار يأمل أن يتسبب في “انهيار” إسرائيل”.
وبحسب الوثائق السرية، “خططت حماس في البداية لتنفيذ الهجوم، الذي أطلقت عليه اسم “المشروع الكبير”، في خريف عام 2022، لكن الحركة أرجأت تنفيذ الخطة لأنها حاولت إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة”.