من هم القادة الذين يديرون حماس بعد مقتل يحيى السنوار؟
تدير حركة حماس قيادة مكونة من ستة من كبار مسؤوليها في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات. وقد برز خليل الحية، المساعد المقرب من يحيى السنوار، زعيم الحركة السابق الذي قتلته إسرائيل في غزة هذا الشهر، كخليفة محتمل له، حسبما ذكرت مصادر لصحيفة “ذا ناشيونال”.
وقالت المصادر إن القيادة السداسية تولت تسيير الحركة بعد وقت قصير من مقتل السنوار. وكانت حماس تُدار من قبل بقيادة مشتركة. وقد تم اعتماد هذا النموذج لعدة سنوات في غزة في التسعينيات، عندما كان الشيخ أحمد ياسين يشغل منصب الزعيم الروحي للحركة.
وبحسب المصادر، فإن أعضاء القيادة المشتركة هم خالد مشعل الذي كان زعيماً لحماس حتى عام 2017، وخليل الحية، وزاهر جبارين، المسؤول عن الاستخبارات والمالية في الحركة. ويقيم الثلاثة في قطر، كما يقضي جبارين بعض الوقت في تركيا.
وتضم القيادة الجماعية محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، وروحي مشتهى، الذي تزعم إسرائيل أنها قتلته لكن مصادر تقول إنه لا يزال على قيد الحياة، وكلاهما من قدامى المقاتلين في الجناح العسكري لحماس، وأصبحا الآن “قادة ميدانيين عملياتيين”. محمد درويش، رئيس مجلس شورى حماس القوي، المقيم في تركيا، هو الرجل السادس في القيادة الحالية للحركة.
وقالت المصادر إنه لن يتم اختيار زعيم لحماس حتى إجراء الانتخابات في أوائل عام 2025. ومع ذلك، فإن الحية يظهر بالفعل بصفته الخليفة الأكثر احتمالاً للسنوار.
وكان الحية، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع كل من إيران ومصر، الممثل الرئيس في كثير من الأحيان لحماس خلال ما يقرب من عام من المفاوضات غير الناجحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.
مثل يحيى السنوار، سجنت إسرائيل الحية، 63 عاماً، لمدة ثلاث سنوات في أوائل التسعينيات. نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية قُتل فيها ما يقرب من 30 من أفراد عائلته، بما في ذلك اثنان من أبنائه. حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة في السودان عام 1997. كان الحية تلميذاً مخلصاً للشيخ ياسين، وكان أحد مؤسسي حماس في الثمانينيات.
وقال الحية في تصريح إعلامي عند إعلانه وفاة السنوار: “ستواصل حماس العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”. وتشير المصادر إلى أن صعود الحية إلى زعامة حماس ليس بالأمر الحاسم، مضيفة أن مشعل لديه أيضاً فرصة جيدة لتولي القيادة.
إن اختيار زعيم جديد يأتي في وقت حرج بالنسبة إلى حماس؛ فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القضاء التام على الحركة من بين الأهداف الرئيسة لحرب غزة. وقد دُمّر القطاع بفعل الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قُتل نحو 42800 فلسطيني وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، وجُرح أكثر من ضعف هذا العدد.
لقد تم تدمير مساحات كبيرة من المباني في غزة، وتم تهجير الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات. ويؤكد مسؤولون من حماس والأمم المتحدة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال غزة تهدف على ما يبدو إلى تدمير المنطقة وإخلائها من السكان تمهيداً لإنشاء منطقة عازلة هناك.
وتشير المصادر إلى أن حماس ربما خسرت ما لا يقل عن 30% من قادتها العسكريين خلال الحرب، وما يصل إلى 40% من شبكتها الشهيرة من الأنفاق. كما وقعت خسائر بشرية هائلة في صفوف مقاتليها على الأرض.
وفي فبراير/ شباط، زعمت إسرائيل أنها قتلت عشرة آلاف من مقاتلي حماس خلال ما يقرب من أربعة أشهر من القصف والعمليات البرية. ويُعتقد أن حماس كان لديها ما يقرب من ثلاثين ألف مقاتل عشية الحرب.
وقال أحد المصادر: “لم يحدث تجديد كبير لأسلحة وذخائر حماس خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ومن الواضح الآن أن الحل بالنسبة إلى حماس سيكون العمليات الانتحارية وتصعيد الهجمات في الضفة الغربية”.