تقارير ودراسات

مفهوم الجهاد بين النصّ القرآني والأنساق الفكريّة المتطرّفة دراسة في المفاهيم، والأسباب والمبادئ

الشيخ التجاني أحمدي

الملخّص:

اجتمعت كلّ الفلسفات والأنساق الفكريّة المتطرّفة الإسلاميّة على ممارسة العنف، وزعمت أنَّ العنف والقتل وسفك الدماء والإفساد والعلو في الأرض من الجهاد، بل اقتصروا الجهاد على هذا النحو، فحكّموا غرائزهم الفاسدة التي أحبّت العنف والقتل والغزو بديلاً عن تحكيم القرآن الكريم، رغم وضوح مفهوم الجهاد فيه، فالقرآن الكريم جاء بدلالات متعدّدة للجهاد، فقد دلّ على جهاد الكلمة والنفس، ويعني مقارعة المخالفين بالحجَّة والبرهان، ومجاهدة النفس بحبسها عن المعاصي، وصبرها على الطاعات، وهو عبارة عن مدافعة الإنسان لنفسه، واستفراغ الوسع من أجل غلبتها، والسيطرة على هواه، وهو أعظم الجهاد، كما دلَّ القرآن الكريم على جهاد السلف والقتال في سبيل الله، وهو عبارة عن مدافعة المعتدين على المسلمين أو المعاهدين، لكنَّ هذا النوع الأخير من الجهاد جاء مشروطاً بكونه في سبيل الله، وهذا يقتضي أن تكون النيَّة خالصة لوجهه تعالى، سالمة من داعية الهوى والحظوظ النفسيَّة، وحدَّد القرآن أسباب وغايات القتال المشروع، وهي: الدفاع عن المجتمع والدولة من البغي والظلم، والدفاع عن حريَّة الاعتقاد، وردّ العدوان الخارجي. كما حدَّد مبادئ الجهاد حتى يمنع عنه غرض الانتقام والاستئصال وحب السيطرة، ومن أجلّ تلك المبادئ: الرفق، والعدل، والقسط بين الناس، وعدم الإكراه في الدين، وعدم قتال من لم يقاتل المسلمين، والجهاد مع أنَّه مفروض على المسلم إلّا أَّن ذلك الفرض ليس دائماً في كلّ الأحوال والأزمان، وإنَّما يتعيّن في حالات قليلة، يضطرّ المسلم فيها إلى حفظ أمن مجتمعه، والنظام لدولته، أو الدفاع ضدّ عدوان خارجي، وكلّ ذلك له بداية ونهاية، ولا يسمح بتخطّيها، ولا تخطّي ضرورات الحرب أثناء تلك البداية أو النهاية، وذلك أنَّ القتال عمل وممارسة ـكما قال القرآن الكريم- مكروه من قبل الإنسان السويّ، ولا يلجأ إليه إلّا للضرورة القصوى.

وقد أكّد القرآن الكريم في آيات كثيرة على أهميَّة الحفاظ على الإنسان والعمران، وأنَّ أكبر خطيئة يرتكبها الإنسان تجاه أخيه الإنسان، بغضّ النظر عن دينه وعرقه، هي: سفك الدماء، والإفساد، وإرادة العلو في الأرض.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى