الشخصيات

عبد المجيد ذنيبات

هو أحد أبرز رموز التيار الإسلامي في الأردن والمراقب العام الثالث لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية وعضو مؤسس لجبهة العمل الإسلامي التابعة للجماعة والزعيم السابق لجمعية الإخوان المسلمين التي انفصلت عن جماعة الإخوان الأردنية عام 2015، وأعلنت نفسها الممثل الرسمي الوحيد للإخوان المسلمين في الأردن. وفي مارس/ آذار من ذلك العام، اعترفت الحكومة الأردنية قانونياً بالجمعية بصفتها منظمة الإخوان المسلمين الوحيدة في البلاد، وتم انتخاب ذنيبات رئيساً لها عام 2015، واستقال في مارس / آذار 2018 لأسباب صحية.

ولد ذنيبات بمحافظة الكرك عام 1945. أنهى دراسته الثانوية عام 1962، وانتسب إلى جامعة دمشق عام 1964، ونال شهادة الليسانس في الحقوق. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1964، وترقى في صفوفها إلى أن أصبح عضواً في مجلس الشورى ثم نائباً للمراقب العام قبل أن ينتهي به المطاف مراقباً عاماً للجماعة.

قاد ذنيبات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لمدة 12 عاماً (1994 ـ 2006). وبصفته مراقباً عامّاً للجماعة، أدان العنف، ولكنه دعا أيضاً الحكومة الأردنية إلى إحياء علاقاتها مع حماس: الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006. كما أدان اغتيال إسرائيل لزعيم حماس أحمد ياسين عام 2004 ووصفه بأنه “عمل جبان”، وحذر من أن اغتيال ياسين لن “يرهب الفلسطينيين أو يوقف المقاومة” ضد إسرائيل. وفي يناير/ كانون الثاني 2006، أعلن عن نيته الترشح لولاية أخرى على رأس جماعة الإخوان مدتها أربع سنوات، لكنه انسحب من الانتخابات بعد شهرين.

وكان ذنيبات على رأس الإصلاحيين من جماعة الإخوان المسلمين الأردنية الذين أسسوا عام 2012 مبادرة البناء الوطني ـ المعروفة أيضاً بزمزم ـ للضغط على الجماعة لقطع العلاقات مع الهيئة الأم في مصر والتركيز على أجندة الأردن المحلية أولاً. وفي يونيو / حزيران 2014، بدأ عقد ما يسمى بالقمم “الإصلاحية”، والتي دعا فيها إلى إصلاح شامل لجماعة الإخوان الأردنية وإقالة زعيمها همام سعيد. وردّاً على ذلك، هدد الإخوان باتخاذ إجراءات تأديبية ضد ذنيبات بتهمة “التحريض على العصيان”. وأدى ذلك إلى طرد أعضاء زمزم من الجماعة في فبراير/ شباط 2015، وهو الأمر الذي احتج عليه ذنيبات وأنصاره باعتباره غير قانوني. وفي يونيو / حزيران من ذلك العام، أعلن أن هناك “إرادة قوية للتغيير في الحركة [بين أعضائها]”، وأنه “سيصدّر الانتفاضة [ضد قيادة الإخوان] من الشمال إلى الجنوب”.

بعد أن صنفت عدة دول في الشرق الأوسط جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في أوائل عام 2015، قال ذنيبات لصحيفة جوردان تايمز إن جماعة الإخوان المسلمين الأردنية تتأثر “بأي قرار يتم اتخاذه ضد الجماعة الأم”، وأن الفرع الأردني يريد “تجنب تصنيفه على أنه جماعة إرهابية”. وفي مارس/ آذار من ذلك العام، أنشأ وأعضاء سابقون آخرون في جماعة الإخوان جمعية الإخوان المسلمين في خطوة لقطع العلاقات مع “الجماعة الإرهابية في مصر”، في إشارة إلى الهيئة الأم للجماعة.

في مارس/ آذار 2015، اعترفت الحكومة الأردنية بجمعية الإخوان الجديدة، التي انتخب ذنيبات زعيماً مؤقتاً لها. وعلى الرغم من المعارضة القانونية التي قدمتها جماعة الإخوان المسلمين، أعلن أن الجمعية هي “الممثل القانوني لجماعة الإخوان المسلمين الآن”. وبعد أن تنصل التنظيم الدولي للإخوان من الجمعية الجديدة، قال لوسائل الإعلام الأردنية إن الجمعية الجديدة تتقاسم نفس الأيديولوجية مع التنظيم الدولي، لكنها يمكن أن “تعيش” دون الاعتراف بها. ووفقاً لذنيبات، كانت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية هي الفرع العالمي الوحيد للإخوان الذي لم يتصرف بشكل مستقل عن الفرع المصري. واتهم كذلك جماعة الإخوان المسلمين الأردنية باتباع “سياسة الإقصاء” ضد الدعوات الداخلية للإصلاح. وبعد أن رخصت الحكومة الأردنية جمعية الإخوان الجديدة كمؤسسة خيرية عام 2015، صادرت ممتلكات الجماعة القديمة ومنعتها من إجراء انتخابات داخلية.

في يناير/ كانون الثاني 2016، انتخبت جمعية الإخوان المسلمين ذنيبات رئيساً لها لولاية مدتها أربع سنوات. لكن في 22 مارس / آذار 2018، أعلن ذنيبات استقالته من منصب لأسباب صحية. وبعد يومين، انتخبت الجمعية شرف القضاة زعيماً لها.

إلى جانب نشاطه داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، شغل ذنيبات عضوية مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية من البرلمان) في دوراته 22 و23 و24. وكان عضواً في اللجان القانونية ولجنة الشؤون التربوية والتعليمية والثقافة والإعلام، وقدم استقالته من المجلس في بداية عام 2012.

وتوفي في 16 نوفمبر / تشرين الثاني 2022 “بعد وعكة صحية”.

زر الذهاب إلى الأعلى