الشخصيات

رضوان عصام الدين

يعرف رضوان عصام الدين باسم الحنبلي، وهو جهادي إندونيسي بارز مصنف دولياً على قوائم الإرهاب، وعضو سابق في تنظيم القاعدة، والقائد العسكري السابق للجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا. الحنبلي هو واحد من 17 محتجزاً من ذوي القيمة العالية في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو في كوبا، ويشتبه في أنه لعب دوراً رئيساً في عدد من الهجمات الإرهابية في إندونيسيا، بما في ذلك أول عملية إرهابية كبرى نفذتها الجماعة الإسلامية في ديسمبر/ كانون الأول 2000، والتي استهدفت 28 كنيسة في جاكرتا وسومطرة وجاوا. وارتبط أيضاً بهجمات 11 سبتمبر / أيلول في الولايات المتحدة وفقاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويُعتقد أيضاً أن الحنبلي مسؤول عن غسل الأموال المستخدمة لتمويل مؤامرات تنظيم القاعدة الإرهابية، بما في ذلك تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ومؤامرة بوجينكا الفاشلة عام 1995. في يناير/ كانون الثاني 2017، اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية الحنبلي واثنين من شركائه – المواطنين الماليزيين محمد نذير، ومحمد فريق بن أمين، المعروف أيضاً باسم الزبير – بالتخطيط وتسهيل هجوم بالي في أكتوبر / تشرين الأول 2002 والهجوم على فندق جي دبليو ماريوت في غشت / آب 2003 في جاكرتا.

ولد الحنبلي، واسمه الحقيقي نورجمان رضوان عصام الدين، في عام 1964 وتلقى تعليمه في إندونيسيا. وفي عام 1985، انتقل إلى ماليزيا للعمل وتزوج من امرأة محلية. وقد خضع لتكوين إسلامي متطرف في ماليزيا على يد رجل الدين الإندونيسي المنفي عبد الله سونغكار، الذي شارك في تأسيس الجماعة الإسلامية في إندونيسيا. سهّل سونغكار سفر الحنبلي إلى أفغانستان في عام 1986 من أجل التدريب في معسكر صدى التابع لعبد الرسول سياف والقتال ضد السوفييت. وفقاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حارب الحنبلي إلى جانب العديد من قادة القاعدة وأجرى اتصالات معهم، بما في ذلك أسامة بن لادن وخالد شيخ محمد. عاد الحنبلي إلى ماليزيا في عام 1988، ليجتمع مجدداً مع سونغكار ويعزز ارتباطه بمتطرفين آخرين مثل رجل الدين الإسلامي والمؤسس المشارك للجماعة الإسلامية أبو بكر باعشير. وبحسب روايته الخاصة، سافر الحنبلي في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا خلال هذه الفترة للترويج للجهاد المسلح.

في يناير / كانون الثاني 1993، بينما كان سونغكار وباعشير لا يزالان في المنفى في ماليزيا، أسسا الجماعة الإسلامية رسمياً بهدف إنشاء دولة إسلامية تخضع للشريعة في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا. تأثرت الجماعة الإسلامية بشدة ببن لادن والقاعدة. وكان الأعضاء المؤسسون لكل من الجماعة الإسلامية والقاعدة قد تدربوا أو قاتلوا معاً في باكستان وأفغانستان خلال أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. خلال التسعينيات، سافر الحنبلي عبر جنوب شرق آسيا لتطوير العلاقات بين الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية الأخرى، بما في ذلك في الفلبين. وفقاً لتقرير لجنة 11 سبتمبر / أيلول، تولى الحنبلي المسؤولية عن منطقة سنغافورة وماليزيا في المنظمة التي تم تشكيلها حديثاً: الجماعة الإسلامية. كما هو مفصل في الدليل الأيديولوجي والتكتيكي “المبادئ التوجيهية العامة لنضال الجماعة الإسلامية”، تم تقسيم الجماعة إلى أربعة مناطق للعمليات. أشرف الحنبلي على المناطق السنغافورية والماليزية حتى اعتقاله في عام 2003. ومن عام 2000 إلى عام 2001، ترأس الحنبلي هيئة مكونة من خمسة أعضاء داخل الجماعة الإسلامية تُعرف باسم “المجلس الاستشاري الإقليمي”.

في يونيو / حزيران 1994، أنشأ الحنبلي وشريكه التجاري والي خان أمين شاه شركة كونسوجايا التجارية في ماليزيا، والتي كان لها دور مركزي في تمويل الأنشطة الإرهابية في المنطقة. وفي الأول من ديسمبر/ كانون الأول، انفجرت قنبلة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفلبينية كانت متجهة إلى طوكيو، مما أسفر عن مقتل رجل أعمال ياباني وإجبار الطائرة على الهبوط في أوكيناوا. وكشفت المحاكمة أن شاه سهّل تمويل الهجوم من خلال كونسوجايا. وكشفت سجلات المحكمة الأمريكية لاحقاً أيضاً أن تفجير ديسمبر / كانون الأول 1994 كان بمثابة نموذج أولي لهجوم إرهابي أكبر على عدة طائرات أمريكية.

ويعتقد المسؤولون الماليزيون والفلبينيون أن شركة كونسوجايا التجارية التابعة للحنبلي كانت بمثابة قناة مالية لمؤامرة بوجينكا، التي دبرها رمزي يوسف، منفذ تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وخالد محمد محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001. تضمنت مؤامرة بوجينكا إسقاط 12 طائرة ركاب كانت تغادر مدناً في جميع أنحاء آسيا ومتجهة إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة. فشلت الخطة في النهاية في يناير / كانون الثاني 1995، عندما تدخلت الشرطة الفلبينية للتعامل مع حريق عرضي في شقة يوسف في مانيلا. وكان من الممكن أن تؤدي الهجمات إلى مقتل ما يصل إلى 4000 أمريكي خلال 48 ساعة وفقاً للمدعين العامين الأمريكيين. استخدم المخططون أعمال تصدير زيت النخيل الخاصة بكونسوجايا كغطاء لنقل الأموال إلى الفلبين، حيث كان يوسف يستعد لشن هجمات. ووفقاً لتقرير لجنة 11 سبتمبر / أيلول، من خلال هذه المؤامرة تصور خالد شيخ محمد استخدام الطائرات كأسلحة.

في أواخر التسعينيات، التقى الحنبلي مع خالد شيخ محمد لترتيب حضور أعضاء الجماعة الإسلامية إلى معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان وفقاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. واصل الحنبلي العمل بشكل وثيق مع خالد شيخ محمد وكذلك مع رئيس عمليات بن لادن محمد عاطف (أبو حفص المصري). ووفقاً لتقرير لجنة 11 سبتمبر / أيلول، أصبح الحنبلي المنسق الرئيسي لاتصالات الجماعة الإسلامية مع تنظيم القاعدة وسهل الدعم المالي واللوجستي لشبكة الأنشطة الإرهابية العالمية للجماعة الإسلامية في إندونيسيا، والتي توسعت لتشمل مؤامرات ضد أهداف أمريكية. وبالإضافة إلى تنسيق الأنشطة الإرهابية المرتبطة بالجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا، زعمت محكمة مراجعة وضع المقاتلين التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن الحنبلي كان زعيم حركة مجاهدي ماليزيا التي سعت إلى الإطاحة بالحكومة الماليزية. كما أن الحنبلي متهم بتأسيس منظمة طلابية أجنبية في باكستان تسمى “الغرباء”، والتي كانت بمثابة واجهة لخلية تجنيد تابعة للجماعة الإسلامية وفقاً لحكومة سنغافورة.

وزعمت لجنة 11 سبتمبر / أيلول أنه في الفترة ما بين ديسمبر / كانون الأول 1999 ويناير / كانون الثاني 2000، وبتوجيه من خالد شيخ محمد، قام الحنبلي بإيواء ومساعدة العديد من أعضاء القاعدة الذين واصلوا شن هجمات ضد الولايات المتحدة. وكان من بين هؤلاء توفيق بن عطاش، الذي ساعد على تفجير المدمرة يو إس إس كول في أكتوبر / تشرين الأول 2000 على سواحل اليمن، بالإضافة إلى الخاطفين المستقبليين في 11 سبتمبر / أيلول 2001 نواف الحازمي وخالد المحضار. وفي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، زُعم أن الحنبلي قدم أيضاً السكن ومساعدات أخرى – بما في ذلك معلومات عن مدارس الطيران والمساعدة على الحصول على نترات الأمونيوم – لزكريا موسوي، العضو المدان في تنظيم القاعدة والذي يُزعم أنه الخاطف العشرين في 11 سبتمبر / أيلول.

كما زُعم أن الحنبلي متورط في العديد من الحوادث الإرهابية المرتبطة بالجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا في عام 2000. ففي الأول من غشت / آب، قصف مسلحو الجماعة مقر إقامة سفير الفلبين لدى إندونيسيا، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة السفير بجروح خطيرة. وقال عضو سابق في الجماعة الإسلامية للمحققين الفلبينيين إن الحنبلي متورط في الهجوم. وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول، شنت الجماعة الإسلامية أول عملية إرهابية كبرى لها، ففجرت بشكل متزامن 28 كنيسة في مدن جاكرتا وسومطرة وجاوة الإندونيسية، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة أكثر من 120 آخرين. واكتشفت الشرطة الإندونيسية وثائق تورط الحنبلي في الهجوم. وزعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الحنبلي كان متورطاً أيضاً في التخطيط لسلسلة من التفجيرات في مانيلا بالفلبين، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً وإصابة أكثر من مائة آخرين في 30 ديسمبر/ كانون الأول. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2001، اكتشفت السلطات السنغافورية مؤامرة للجماعة الإسلامية لمهاجمة أهداف دبلوماسية وتجارية غربية في البلاد. واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية في وقت لاحق الحنبلي بالوقوف وراء المؤامرة الفاشلة.

وزعم محمد نذير بن لاب ومحمد فاريك بن أمين أنه بعد تفجير معسكر الفاروق في أفغانستان في أكتوبر / تشرين الأول 2001، قام الحنبلي بتجنيدهما مع اثنين من الجهاديين الآخرين، المعروفين باسم عفيفي ومصران، للمشاركة في عملية انتحارية. ووفقاً للاتهامات الأمريكية، فقد اختار الحنبلي المواطنين الماليزيين الأربعة الذين تعهدوا بالولاء لأسامة بن لادن للسفر إلى الولايات المتحدة وشن هجوم انتحاري بعد 11 سبتمبر / أيلول، على الأرجح في كاليفورنيا. وبحسب التقارير، اعتقد الحنبلي والمخططون الآخرون أن دخول الجهاديين الماليزيين إلى الولايات المتحدة سيكون أسهل من دخول العرب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر / أيلول. ومع ذلك، فشلت المؤامرة في نهاية المطاف.

في يناير/ كانون الثاني 2002، ورد أن حنبلي عقد اجتماعاً لنشطاء الجماعة الإسلامية في جنوب تايلاند لمناقشة استراتيجية جديدة لمهاجمة أهداف “سهلة” مثل الحانات والنوادي الليلية. وتزعم وزارة الدفاع الأمريكية أن الحنبلي قام بتسهيل تحويل الأموال لتمويل هذا النوع من الهجمات، وكان على اتصال مع نشطاء الجماعة الإسلامية الذين يشتبه في قيامهم بتصنيع متفجرات، وكان على علم بتفجير وشيك. في 12 أكتوبر / تشرن الأول 2002، في هجوم نسب إلى الجماعة الإسلامية، انفجرت قنبلتان في حانة بادي الأيرلندية ونادي ساري في جزيرة بالي السياحية الإندونيسية، مما أسفر عن مقتل 202 شخص وإصابة 209 آخرين. وفي الفترة بين ديسمبر/ كانون الأول 2002 ويناير/ كانون الثاني 2003، يُزعم أن الحنبلي قام بتسهيل استلام حوالي 99.900 دولار من أموال القاعدة لاستخدامها في عملية للجماعة الإسلامية وأمر بن لاب وبن أمين بتخزين الأموال في شقتهما في بانكوك. وفي ربيع عام 2003، أمر الحنبلي بن لاب وبن أمين بتسليم الأموال إلى أفراد في إندونيسيا والفلبين وفقاً للائحة الاتهامات الأمريكية. في 5 غشت / آب 2003، فجر عناصر الجماعة الإسلامية فندق جي دبليو ماريوت في جاكرتا، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 150 آخرين. وبحسب وثائق الحكومة الأمريكية، استهدف المهاجمون الفندق معتقدين أنه سيكون هناك وجود أمريكي كبير. وتزعم الولايات المتحدة أن الحنبلي “خطط وساعد وحرض” على تفجيرات بالي عام 2002، وكذلك تفجير فندق جيه دبليو ماريوت في غشت / آب 2003.

وكان الحنبلي مطلوباً من قبل السلطات في ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا لتورطه في مؤامرات وهجمات إرهابية واسعة النطاق. وفي 14 غشت / آب 2003، ألقت عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وتايلاند القبض على الحنبلي في تايلاند مع اثنين من شركائه، وهما المواطنان الماليزيان بن لاب وبن أمين. تم نقل الثلاثة إلى غوانتانامو في سبتمبر / أيلول 2006 بعد ثلاث سنوات من الاعتقال في سجون وكالة المخابرات المركزية.

في يونيو / حزيران 2017، اتهم المدعي العام لمحكمة الحرب الأمريكية رسمياً الحنبلي بتوجيه تفجيرات بالي عام 2002 وهجوم عام 2003 على فندق جي دبليو ماريوت في جاكرتا. وتضمنت تهم الحنبلي “الإرهاب، والقتل في انتهاك لقانون الحرب، والشروع في القتل، والتسبب عمداً في إصابات جسدية خطيرة، ومهاجمة المدنيين والأهداف المدنية، وتدمير الممتلكات في انتهاك لقانون الحرب”. كما أوردت الاتهامات أن الحنبلي وجه بن لاب وبن أمين واثنين آخرين من الماليزيين للقاء أسامة بن لادن في كابول بأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول. كما يُزعم أن الحنبلي اختار أربعة ماليزيين لتنفيذ هجمات انتحارية بعد 11 سبتمبر / أيلول في مكان ما في الولايات المتحدة، ربما في كاليفورنيا.

تمت الموافقة على قضية الولايات المتحدة ضد الحنبلي، ومحمد نذير بن لاب، ومحمد فاريك بن أمين، لتقدمهم للمحاكمة في 21 يناير / كانون الثاني 2021، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها أحالت الاتهامات إلى لجنة عسكرية. وكانت هذه أول قضية جديدة في خليج غوانتانامو منذ عام 2014. ولا يُسمح للمدعين العامين بطلب عقوبة الإعدام، ومن الممكن للمشتبه بهم التفاوض من أجل الاعتراف بالذنب وقضاء عقوباتهم في مكان آخر.

في 1 فبراير / شباط 2021، أرجأ قاض عسكري محاكمة الحنبلي وشريكيْه في غوانتانامو. وكان من المقرر أن يمثل الثلاثة أمام المحكمة لأول مرة بعد 17 عاماً من الاحتجاز في 22 فبراير / شباط من ذلك العام. ومع ذلك، قال القاضي إن الخطر على صحة وسلامة المشاركين في المحاكمة بسبب جائحة كوفيد-19 كان مرتفعاً للغاية بحيث لا يمكن الاستمرار فيها في تلك الظروف، وتم تأجيلها إلى وقت لاحق.

زر الذهاب إلى الأعلى