داعش يستعيد قوته في سوريا ما بعد الأسد

تشير التقارير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يُظهر مؤشرات على استعادة قوته في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
فعلى الرغم من أن داعش لم يصل إلى ذروة قوته منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، فإنه زاد من وتيرة وشدة هجماته وفقاً لتصريحات مسؤولين أمريكيين ومن الأمم المتحدة لصحيفة نيويورك تايمز. ويتمثل أحد المخاوف الرئيسة في احتمال فرار مقاتلي داعش من السجون السورية، حيث يُحتجز ما بين 9000 و10000 مقاتل من التنظيم وحوالي 40 ألف فرد من عائلاتهم، معظمهم في شمال شرق سوريا.
أُطيح ببشار الأسد من الحكم في ديسمبر/ كانون الأول 2024 على يد مجموعات جهادية متمردة بقيادة هيئة تحرير الشام، وبمساعدة بعض قوات الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وشُكلت حكومة مؤقتة من قيادة الهيئة.
وينقل تقرير نيويورك تايمز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن 294 هجوماً في عام 2024، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 121 هجوماً في عام 2023.
في حين تشير تقديرات لجنة مراقبة تنظيم الدولة الإسلامية التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد الهجمات الفعلية التي نفذها التنظيم بلغ نحو 400 هجوماً، في حين يتحدث مراقبون آخرون في سوريا عن عدد أكبر من ذلك.
وأعرب الخبراء عن قلقهم إزاء الخطر المحتمل الذي يشكله العدد الكبير من مقاتلي داعش ذوي الخبرة المحتجزين في السجون السورية. وحذر كولين كلارك، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة صوفان، صحيفة نيويورك تايمز من الأثر المحتمل لهجوم كبير واحد، قائلاً: “هجوم كبير واحد في دمشق ضد الأجانب أو المغتربين، وسيغير الجميع نظرتهم إليه [تنظيم الدولة الإسلامية]، لذا علينا توخي الحذر”.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى وجود نحو ألفي جندي أمريكي في سوريا، يتمركزون في الشمال الشرقي مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفي الجنوب في قاعدة التنف. ويُستخدم العديد من قواعد قوات سوريا الديمقراطية كمقرات احتجاز لعناصر داعش.
علاوة على ذلك، تقوم الميليشيات المدعومة من تركيا بتنفيذ عمليات توغل في الشمال، مما يشتت انتباه قوات سوريا الديمقراطية ويؤدي إلى إضعاف الأمن في معسكرات الاعتقال.
