تقرير لجامعة جورج واشنطن يكشف عن شبكة نفوذ إيرانية في الولايات المتحدة
سلّط تقرير صدر مؤخراً عن برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن الضوء على شبكة واسعة من مراكز النفوذ الإيراني في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما أثار المخاوف بشأن وصول طهران إلى المجتمعات المسلمة الأمريكية.
وتتوزع هذه المراكز على مدن مثل هيوستن ونيويورك وميريلاند وديربورن بولاية ميشيغان، حيث تعمل على تعزيز المشاعر المعادية للولايات المتحدة وتمجيد النظام الإيراني. وتضم ديربورن واحداً من أكبر التجمعات السكانية المسلمة، بما في ذلك أعلى تركيز للسكان الشيعة اللبنانيين في البلاد. وقد جعل هذا التركيب الديموغرافي الفريد المدينة نقطة محورية لاستعراض القوة الناعمة الإيرانية. ويحدد التقرير العديد من المراكز الإسلامية في ديربورن التي تنشر أيديولوجية مؤيدة للنظام الإيراني.
تشمل المراكز الإسلامية / الشيعية الرئيسة الخاضعة للتدقيق ما يلي:
المركز الإسلامي في أمريكا. ويعد أكبر مسجد في أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أنه أنشئ في البداية لخدمة المجتمع الإسلامي المحلي بشكل عام، فإنه أظهر مع الوقت توافقاً متزايداً مع المصالح الإيرانية.
ـ أعرب مؤسس والرئيس السابق للمركز محمد جواد شري عن دعمه للثورة الإيرانية وحزب الله.
ـ في عام 2020، ألقى إمام المركز إبراهيم كازروني خطاباً تأبينياً للجنرال المتوفي قاسم سليماني: قائد الحرس الثوري الإيراني.
ـ نظم المركز حفلاً تذكارياً لأحد أعضاء حزب الله الذين قتلوا.
جمعية الطلبة المسلمين الشيعة. في عام 1994، أشار تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي عن أنشطة حزب الله في الولايات المتحدة إلى أن الحزب يحافظ على اتصال مع جمعية أنجمان الإسلامية، وهي جمعية طلابية إيرانية في الولايات المتحدة. وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ عام 1998، وصف ديل واتسون، رئيس قسم الإرهاب الدولي في مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك، جمعية الطلاب المسلمين الشيعة في سان فرانسيسكو بأنها “منظمة طلابية مؤيدة لإيران” تتألف في المقام الأول من مسلمين شيعة إيرانيين مناهضين لأمريكا. ووفقاً لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن “30 عضواً من الجمعية سافروا إلى إيران للقاء مسؤولين في النظام لمناقشة كيفية مواجهة معارضيهم في أميركا”، مما يشير إلى جهود منظمة لتقويض المعارضة ضد الحكومة الإيرانية من داخل الولايات المتحدة.
المعهد الإسلامي للمعرفة الذي أسسه عبد اللطيف بري، أحد تلاميذ المرشد الروحي لحزب الله محمد حسين فضل الله. أظهر المعهد توجهات مؤيدة لإيران بشكل واضح.
ـ ظلت صورة آية الله الخميني معلقة في قاعة الاجتماعات الرئيسة.
ـ نعى المعهد علناً وفاة الزعيم الروحي لحزب الله محمد حسين فضل الله.
ـ عكست التصريحات الأخيرة لقادة المعهد نفس خطاب النظام الإيراني فيما يتعلق بإسرائيل، بما في ذلك مقارنتها بالنازيين وإلقاء اللوم عليها في أحداث السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023.
بيت الحكمة الإسلامي بقيادة الإمام محمد علي إلهي.، والذي يتمتع بعلاقات قوية مع النظام الإيراني:
ـ يقال إن إلهي شغل منصب رئيس المكتب السياسي ـ الأيديولوجي للبحرية الإيرانية في عام 1982.
ـ ينشر إلهي بانتظام صوراً مع كبار السياسيين والقادة الدينيين الإيرانيين.
ـ إلهي هو العضو الأمريكي الوحيد الذي يمكن التعرف عليه في المجمع العالمي لأهل البيت، وهو كيان رئيس للقوة الناعمة الإيرانية.
المعهد الإسلامي الأمريكي الذي أسسه العراقي حسن القزويني، خريج الحوزة العلمية الإسلامية في قم بإيران:
ـ القزويني متزوج من ابنة المرجع الديني الشيعي الكبير محمد الشيرازي، وهو شخصية مهمة في السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية.
ـ والده، آية الله مرتضى القزويني، هو رجل دين بارز موالٍ لإيران وله علاقات وثيقة مع رابطة نساء أهل البيت.
استراتيجية القوة الناعمة الإيرانية
يسلط التقرير الضوء أيضاً على الدور الذي تلعبه رابطة سيدات الأعمال الأمريكية في جهود إيران لتوسيع نفوذها. وتنظم الرابطة رحلات للأكاديميين الأمريكيين للقاء مسؤولين رفيعي المستوى، وتلقي التدريب في مدينة قم الإيرانية. وتغطي المنصات الإعلامية التابعة للرابطة بانتظام أنشطة مراكز ديربورن المذكورة في التقرير.
التداعيات على الأمن القومي الأمريكي
أكدت السلطات الأمريكية مراراً أن إيران تستخدم في كثير من الأحيان أفراداً موجودين بالفعل في الولايات المتحدة للمراقبة والتخطيط لهجمات محتملة. وتمتد هذه الاستراتيجية إلى حزب الله، وكيل إيران اللبناني، الذي أبدى اهتمامه منذ سنوات بعمليات طويلة الأمد داخل الولايات المتحدة من خلال جهود جمع المعلومات الاستخباراتية والحصول على الموارد من قبل أفراد تابعين له. وتؤكد هذه الأنشطة على محاولات إيران المستمرة تأسيس وجود وإجراء عمليات سرية داخل الحدود الأمريكية.
وقد جاء في التقرير سياق أهميته: “نظراً للتوترات الجيوسياسية المتزايدة التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023 والتزام إيران الدؤوب بمواقف شديدة العداوة تجاه الولايات المتحدة، فإن الفهم العميق لشبكاتها داخل الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء نصف الكرة الغربي له أهمية قصوى. لا ينطبق هذا الفهم المطلوب فقط على الجهات الفاعلة المتورطة بشكل مباشر في أعمال العنف ولكن أيضاً على شبكات الدعم والدعاية؛ لأنها لا تؤدي أدواراً مفيدة لطهران في حد ذاتها فحسب، بل يمكن أيضاً استخدامها لدعم أو تنفيذ هجمات”.
توصية
هناك حاجة إلى مزيد من البحث؛ أولاً، لفهم مدى نفوذ النظام الإيراني في الولايات المتحدة بشكل كامل. ويشمل ذلك فحص دور المنافذ الإعلامية المرتبطة بالنظام الإيراني العاملة داخل الولايات المتحدة، وكذلك التحقيق في المنظمات الخيرية والمؤسسات المانحة التي قد يكون لها علاقات بالنظام في طهران. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تحليل أكثر عمقاً لتقييم تأثير استراتيجيات القوة الناعمة الإيرانية على المؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر ودوائر السياسة الأمريكية. ومن شأن مثل هذا البحث أن يوفر رؤى قيمة حول جهود ملالي إيران لتشكيل السرديات والتأثير على الرأي العام، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى توجيه التدابير المضادة الفعالة واستجابات السياسة للأنشطة السرية الإيرانية على الأراضي الأمريكية.
يمكن الاطلاع على التقرير الكامل هنا:
https://extremism.gwu.edu/sites/g/files/zaxdzs5746/files/2024-10/Full%20Report_compressed.pdf