تزايد حالات خطف الحوثيين للمدنيين في اليمن

اختطف الحوثيون، الجماعة المدعومة من إيران التي تحكم شمال اليمن، أكثر من 75 شخصاً منذ بدء الولايات المتحدة عمليتها واسعة النطاق ضدهم وفقاً لمنظمة سام، وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف تُعنى بشؤون الشرق الأوسط. للحوثيين تاريخ حافل بعمليات الخطف والإخفاء القسري من خلال أجهزتهم الأمنية الداخلية، إلا أن العدد المذكور يمثل زيادة ملحوظة في فترة وجيزة.
وأفادت وسائل إعلام محلية في 26 مارس/ آذار باعتقال الحوثيين لما لا يقل عن 15 شخصاً في العاصمة صنعاء. وبحلول 27 مارس/ آذار، اختطفت أجهزة الاستخبارات والشرطة الحوثية أكثر من 75 شخصاً وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، معظمهم من مدينة صعدة، معقل الجماعة في شمال البلاد.
اتُهم الأفراد الذين اعتُقلوا بتسريب معلومات حول مواقع الجماعة للولايات المتحدة لشنّ غاراتها الجوية. وشنّت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) غارات على الحوثيين أكثر من 200 مرة منذ بدء عمليتها العسكرية ضدهم في 15 مارس/ آذار وفقاً للبيت الأبيض. ويتهم الحوثيون المدنيين بالتخابر مع الولايات المتحدة إذا تورطوا في ما يُزعم أنه سلوكيات مشبوهة، مثل قضاء وقت طويل على هواتفهم أثناء الغارات أو تصوير الغارات الجوية. حتى أعضاء من الجماعة اتُهموا بالتواطؤ واعتُقلوا أو احتُجزوا دون أي تفسير.
وذكرت منظمة سام أيضاً أن الحوثيين اختطفوا خمسة مسؤولين مصرفيين. وأكدت صحيفة الشرق الأوسط ذلك، نقلاً عن مصادر محلية، حيث أفادت باعتقال خمسة موظفين مصرفيين على الأقل عند نقاط تفتيش في مناطق سيطرة الجماعة. تأتي هذه الاعتقالات في أعقاب تصنيف الولايات المتحدة الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في 4 مارس/ آذار، مما يحظر دعمهم ويقيد قدرتهم على إجراء معاملاتهم المالية. رداً على ذلك، أعلنت ثمانية بنوك عن نيتها نقل مقارها من صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة إلى عدن: العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا.
سجل الحوثيين حافل بالاعتقالات التعسفية
للحوثيين تاريخ طويل في احتجاز الأفراد. في 25 مارس/ آذار، اليوم الدولي للتضامن مع موظفي الأمم المتحدة المعتقلين والمفقودين، قالت الأمم المتحدة إن 23 من أصل 52 من موظفيها المعتقلين حول العالم محتجزون لدى الجماعات في اليمن.
في فبراير/ شباط 2025، أوقفت الأمم المتحدة عملياتها في محافظة صعدة الخاضعة لسيطرة الجماعة، معللة ذلك بـ”غياب الشروط والضمانات الأمنية اللازمة”. واتخذت الأمم المتحدة هذا القرار بعد وفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في سجون الحوثيين عقب اختطافه مع سبعة موظفين آخرين من الأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2025. كما اختطف الحوثيون موظفين من الأمم المتحدة وعمال إغاثة في هجمات طوال عام 2024، مع العلم أن الجماعة تستهدف عموماً الموظفين اليمنيين المحليين في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.
