تقارير ودراسات

انتهاكات الحوثيين واسعة النطاق بحق الأطفال في اليمن

اليمن، البلد الذي يعاني من الفقر المدقع ونقص الموارد الغذائية، هو من بين الدول التي من السهل أن تضع يديك فيها على أي سلاح ومتفجرات مهما كان نوعها. علاوة على ذلك، هي إحدى الدول التي من الشائع أن تجد فيها أطفالاً يتم التلاعب بهم واستخدامهم من قبل المنظمات الإرهابية، سواء كجنود أو كعبيد جنس.

لقد مرت أكثر من ثماني سنوات منذ بدء الحرب في اليمن، وثماني سنوات منذ أن أصبحت منظمة أنصار الله (المعروفة أيضاً باسم الحوثيين) واحدة من أهم وكلاء إيران في الشرق الأوسط. خلال هذه السنوات، هاجم الحوثيون المدارس والمستشفيات، وقتلوا آلاف الأطفال وأصابوا عشرات الآلاف بجروح وصلت إلى درجة التشويه.

أطفال جنود يُجبرون من قبل الحوثيين على القتال ضد الجيش اليمني. وهناك أدلة على وجود أطفال جنود في سن الحادية عشرة يشاركون في المعارك ويقتلون الناس، حتى الأطفال الذين لم يتجاوزوا السابعة من العمر تم وضعهم كحراس على الحواجز.

كما اختطف الحوثيون أطفالاً من عائلاتهم التي قُتلت للتو بوحشية، وأرسلوهم إلى أحد “المعسكرات التعليمية”، حيث يقومون بغسل أدمغتهم وإعطائهم تدريباً عسكرياً قصيراً.

وفي بعض المناطق الأكثر فقراً التي يسيطر عليها الحوثيون، تضطر الأسر إلى بيع أطفالها للحوثيين بأقل من مائة دولار، وهو دخل يمكن أن يمكّن الأسرة من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة. حقيقة أن معظم العائلات لديها العديد من الأطفال تدفع الآباء إلى التضحية بطفل واحد من أجل إنقاذ الآخرين.

وإلى جانب المشاركة في المعارك والحراسة، يستخدم الحوثيون الأطفال كمخبرين ولصوص وجواسيس.

ويستخدم الحوثيون الأطفال للعمل في الألغام الأرضية بسبب وزنهم الخفيف. وقد أودت هذه المهمة الخطيرة بحياة العديد من الأطفال، كما تسببت في إصابة العديد منهم بإصابات بالغة.

يتم إغراء الأطفال الجنود من قبل الحوثيين بوعد بمستقبل أفضل مع فوائد الإمدادات الغذائية والتبغ ونبات القات (مخدر محلي تقليدي)، وراتب شهري مرتفع يبلغ 20 ألف ريال يمني (حوالي 80 دولاراً)، لكن الكثير منهم لا يتلقون أي أموال على الإطلاق.

وكشف تقرير للأمم المتحدة عن النطاق المروع لاستخدام الحوثيين للأطفال الجنود: بين يناير/ كانون الثاني 2020 ومايو/ أيار 2021، قُتل ما يقرب من 2000 طفل جندهم الحوثيون في المعارك.

الأرقام مرتفعة للغاية وبناء على ما يمكن التحقق منه في الوقت الحالي:

قُتل حوالي 12000 إلى 14000 طفل في اليمن منذ بدء الحرب.

وتم تجنيد ما لا يقل عن 8000 إلى 11000 طفل كجنود من قبل الحوثيين.

يعد الاعتداء الجنسي والاغتصاب أمراً شائعاً جداً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ولا يثير أي تفكير لدى القيادة. ويتعرض العديد من الأطفال للاغتصاب أثناء وجودهم في “المعسكرات التعليمية” على يد المشرفين عليهم، أو في المعارك على الجبهة على يد قادتهم الميدانيين. لا يوجد تقدير للأرقام، لكن هذه الظاهرة شائعة جداً، والأرقام مرتفعة جداً بحيث لا يمكن تحديدها بدقة.

كما يقوم الحوثيون باغتصاب الفتيات واختطافهن عند غزو إحدى القرى. يُجبر معظمهن على الزواج من أحد أفراد الميليشيات، ويعيش الباقي في الأسر كعاهرات، وينتهي بهن الأمر في النهاية إلى الموت بطريقة أو بأخرى. وقد انتحرت بعض الفتيات بعد إجبارهن على الزواج من رجال في سن 50-60 سنة.

هذا مجرد غيض من فيض، وإذا لم يكن لأي سبب آخر، فمن أجل هؤلاء الأطفال، يجب أن يتوقف هذا.

الرابط: 

https://www.gfatf.org/archives/houthis-massive-violations-against-children/

زر الذهاب إلى الأعلى