الولايات المتحدة تهاجم الحوثيين وترسل إشارة لإيران

أمرت إدارة ترامب بشنّ غارات جوية على مجموعة من أهداف الحوثيين في اليمن خلال عطلة نهاية الأسبوع، تنفيذاً للتهديدات التي جاءت في أعقاب إعادة تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية. شاركت طائرات مقاتلة وسفن حربية أمريكية في الهجوم وفقاً للقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، حيث انطلقت الطائرات المقاتلة من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان. شملت الأهداف رادارات ومواقع دفاع جوي ونقاط إطلاق طائرات من دون طيار، ومواقع قيادية للجماعة في كل من صنعاء وصعدة. كما نُفذت ضربات في محافظات البيضاء وحجة وذمار. قُتل 31 شخصاً وجُرح أكثر من 100 في الهجمات وفقاً لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون، ولم يُنجز بعد تقييم كامل لأضرار المعركة. قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز لمارثا راداتز في برنامج “هذا الأسبوع” على قناة اي بي سي إن الضربات قضت على العديد من قادة الحوثيين. ووصف والتز الحوثيين بأنهم “في جوهرهم تنظيم القاعدة، مع دفاعات جوية متطورة مدعومة من إيران وصواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات من دون طيار”. في حين أن الحوثيين غير مرتبطين بالقاعدة، فقد وردت تقارير مؤخراً تفيد بتعاونهم مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك مع فرع القاعدة في الصومال، حركة الشباب المجاهدين.
وصفت إدارة ترامب الهجمات بأنها “حاسمة وقوية”، مما أدى إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين. قد تستمر الحملة العسكرية لعدة أسابيع، حيث صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث قائلاً: “هذا ليس حدثاً عابراً. سيستمر [الهجوم] حتى تقولوا: لقد انتهينا من استهداف السفن. انتهينا من استهداف الأصول”. كان الهجوم إشارة غير مباشرة لإيران، حيث كان الرئيس ترامب واضحاً في إصراره على عودة طهران إلى طاولة المفاوضات للتعامل مع برنامجها النووي. قال ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” إن إيران ستتحمل “المسؤولية الكاملة” عن أيّ هجمات من جانب الحوثيين، والتي طالب أيضاً “بإنهائها فوراً!” وفي غياب اتفاق جديد، قد تسعى إدارة ترامب إلى دعم الجهود العسكرية الإسرائيلية لمهاجمة البنية التحتية النووية الإيرانية. في الأسبوع الماضي، رد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على خطاب ترامب قائلاً: “من غير المقبول أن يأتي أحدهم، ويقول: لا تفعل هذا، لا تفعل ذاك، وإلا. لن آتي للتفاوض معك. افعل ما تشاء”. يُرجح أن هذا التصريح أثار غضب ترامب، الذي ينتهج مساراً مزدوجاً من الضغط الاقتصادي على إيران، مع تزايد الضغط العسكري على وكلائها، بالتزامن مع محاولات قسرية لدفع الإيرانيين إلى التفاوض.
إذا فشلت المفاوضات في تحقيق أيّ تقدم، وهو احتمال وارد – فقد وصف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي مؤخراً دعوات الولايات المتحدة للمحادثات بأنها “خداع” – فإن إدارة ترامب مستعدة لخيارات أكثر فعالية. نفى الجنرال الإيراني حسين سلامي دعم إيران للحوثيين، لكنه هدد أيضاً أيّ دولة قد تهاجم طهران. من المرجح أن يكون الاستمرار في إضعاف الحوثيين شرطاً أساسياً لأيّ حملة عسكرية أوسع نطاقاً ضد إيران. استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة منذ عام 2023، محتجزين المنطقة بأكملها كرهينة بهجماتهم وتهديداتهم ضد الشحن التجاري. في حديثه إلى شبكة سي بي إس صباح أمس، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “لن نسمح لهؤلاء الأشخاص بالتحكم في أي السفن يمكنها المرور وأيها لا يمكنها. لذا، فإن الجواب عن سؤالك: إلى متى سيستمر هذا؟ سيستمر حتى لا يعود لديهم القدرة على فعل ذلك”. في الأسبوع الماضي، هدد الحوثيون باستهداف أي سفن إسرائيلية أو لها علاقة بإسرائيل تحاول عبور البحر الأحمر أو شبه الجزيرة العربية أو مضيق باب المندب أو خليج عدن.
شنّت إدارة بايدن، بالتعاون مع المملكة المتحدة، ضربات متعددة ضد أهداف حوثية، لكنها فشلت في ردع الجماعة. كما شنّت إسرائيل هجمات ضد الحوثيين – وهم ليسوا وكلاء مباشرين لإيران، كحزب الله، بل أحد أعضاء ما يُسمى “محور المقاومة” الإيراني – بما في ذلك هجمات على مطار صنعاء في ديسمبر / كانون الأول. ربط الحوثيون حملتهم بصراع حماس المستمر ضد إسرائيل في غزة. ومنذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في يناير / كانون الثاني، امتنع الحوثيون إلى حد كبير عن شنّ الهجمات. ومع ذلك، بعد الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة، صرح متحدث باسم الحوثيين بأن الجماعة “ستقابل التصعيد بالتصعيد”. لا يعتقد الكثيرون أن الحوثيين سيخضعون للتهديد، بل من المرجح أن يردوا. تواصل إيران إيجاد سبل لتهريب مجموعة من الأسلحة الصغيرة والطائرات المسيّرة والصواريخ إلى الجماعة في اليمن. وهناك مخاوف من أن الحوثيين قد يسعون إلى توسيع نطاق استهدافهم، ربما بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في جيبوتي أو حتى في الإمارات العربية المتحدة. لا يزال من غير الواضح ما إذا كان حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، سينضمون إلى الحملة العسكرية الجارية ضد الحوثيين. سقط صاروخ أُطلق من اليمن في مصر نهاية الأسبوع الماضي، ويجري الجيش الإسرائيلي تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان الصاروخ موجهاً إلى إسرائيل.
المصدر: صوفان جروب
