الجماعة الإسلامية في ألمانيا
تعد الجماعة الإسلامية في ألمانيا، المنظمة الأقدم والأهم التي تمثل الإخوان المسلمين في ألمانيا. تعرف أيضاً باسم “التجمع الإسلامي في ألمانيا”. تعود أصولها إلى “الجمعية الإسلامية” التي أسسها القيادي البارز في الإخوان المسلمين بمصر وصهر حسن البنا سعيد رمضان عام 1958 قصد المساهمة في تشكيل المشهد الإسلامي في ألمانيا.
تسعى الجماعة وفقاً لأدبياتها التأسيسية إلى بناء هوية إخوانية باسم الهوية الإسلامية المتوازنة وتطوير أسلوب حياة إسلامي منسجم مع المجتمع الألماني، وتمكين الفرد المسلم من التواجد بثقة في المجال العام الألماني.
تعلن الجماعة أن أبوابها مفتوحة للمسلمين من جميع الخلفيات والثقافات، وهي عضو مؤسس في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا: الهيئة التمثيلية الرسمية لمسلمي ألمانيا، وفي اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا: التنظيم المظلي للإخوان المسلمين في أوروبا.
تحفز الجماعة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا على الانخراط بقوة وكثافة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية المختلفة، مع التركيز على المشاركة في الانتخابات المهنية والمحلية، وتعتبر نفسها قوة دافعة للمسلمين الألمان.
تشكل الجماعة، التي يقع مقرها الرئيس في برلين، رابطة مظلية للعديد من الجمعيات والمراكز الإسلامية الموزعة على مختلف المدن الألمانية مثل آخن وهامبورغ نورمبرغ وماربورغ وفرانكفورت وشتوتغارت وكولونيا وبون. تتحكم الجماعة أيضاً في شبكة من المساجد الخاصة في جميع أنحاء ألمانيا، كما تدير العشرات من المواقع والمنصات الإلكترونية الداعمة لأفكارها وتوجهاتها الدينية والفكرية.
تقدم الجماعة مجموعة واسعة من البرامج التعليمية والعروض الاجتماعية لأعضائها مثل المؤتمرات والندوات التثقيفية والمهرجانات والمعسكرات والأنشطة العائلية المشتركة (دينية ورياضية وترفيهية).
تقيم الجماعة حلقات دراسية أسبوعية حصرية لأعضائها لتعليمهم القرآن وأحكام الإسلام. تتم هذه الحلقات في مجموعات صغيرة، وتقدمها كوادر دينية وتربوية باللغتين الألمانية والعربية. توفر الجماعة أيضاً جلسات استماع منتظمة للمتحوّلين إلى الإسلام حديثاً لمناقشة التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
تقيم الجماعة معسكرات تربوية للأطفال “للتعرف على دينهم وفهمه في جوّ من المرح” ولـ “تكوين صداقات جديدة في جو هادئ وأخوي”. يتم التركيز في هذه المعسكرات على تحفيظ الأطفال القرآن عن ظهر قلب في سنّ مبكرة.
وتولي الجماعة أهمية خاصة لتنشئة الأطفال وتعليمهم وفقاً لبرامج دينية خاصة، حيث افتتحت أول روضة أطفال إسلامية في ألمانيا عام 1974، وأول مدرسة ابتدائية إسلامية عام 1979، وتملك اليوم سلسلة من المؤسسات التعليمية تغطي معظم المدن الألمانية.
تنظم الجماعة مؤتمرات للشباب عدة مرات في السنة، وتطرح فيها الموضوعات الاجتماعية والسياسية وحتى الحياتية الخاصة التي تهم جيل الشباب من المسلمين الألمان.
تنظم الجماعة أيضاً لقاء سنوياً لمناقشة القضايا التي تشغل المجتمع الإسلامي في ألمانيا. تشكل هذه اللقاءات التي يحضرها أعضاء الجماعة من كل أنحاء البلاد فرصة للتعارف والتواصل في ما بينهم.
يتكون الهيكل التنظيمي للجماعة من مجلس وطني ومجالس إقليمية يتم انتخابها بشكل دوري إلى جانب مجلس تنفيذي يتولّى إدارتها وتسيير أعمالها وأنشطتها. تعاقب على رئاسة المجلس التنفيذي للجماعة منذ تأسيسها خمسة من أقطاب الإخوان المسلمين في ألمانيا وأوروبا: المصري سعيد رمضان (1958 ـ 1968)، الباكستاني فضل يزداني (1968 ـ 1973)، السوري غالب همت (1973 ـ 2002)، المصري إبراهيم الزيات (2002 ـ 2010)، التونسي سمير فلاح (2010 ـ 2018).
حالياً، يرأس الجماعة خالد سويد، وهو مهندس ألماني من أصل سوري، ولد في آخن، ويحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، ويعمل في قطاع صناعة السيارات، وسبق أن تولى مناصب قيادية في جمعية الشباب المسلم في ألمانيا (تابعة للإخوان) والمنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب (الهيكل الطلابي / الشبابي للإخوان في أوروبا).
ودرس في كندا، ويعيش في ألمانيا منذ 20 عاماً، وهو إمام وخطيب سابق في مسجد المهاجرين بمدينة بون: أحد معاقل الإخوان في ألمانيا.
في نوفمبر 2014، أصدر مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة بأسماء الكيانات الداعمة للإرهاب، وكانت الجماعة هي المنظمة الألمانية الوحيدة المدرجة فيها.
في ديسمبر 2019، تم تعليق عضوية الجماعة في المجلس المركزي للمسلمين بعد نشر أجزاء من تقرير رسمي صادر عن المكتب الاتحادي لحماية الدستور (استخبارات داخلية) يصنفها على أنها “كيان مرتبط بالإخوان المسلمين”.
وفي يناير 2022، تم استبعاد الجماعة من المجلس بشكل نهائي.