تقارير ودراسات

الإخوان المسلمون في البحرين

أسست جماعة الإخوان المسلمين فرعها في البحرين عام 1941، وهو الفرع الأول للجماعة في الخليج. يضم الفرع البحريني للإخوان، الذي تمثله جمعية الإصلاح، جمعيات دعوية وتربوية وخيرية داخل البحرين وخارجها ويشارك في العمل السياسي والبرلماني في البلاد بهدف معلن هو إدراج القوانين الإسلامية في الدستور. كما هو الحال مع الفروع الأخرى في الخليج، تعاونت جماعة الإخوان تقليدياً مع النظام الحاكم في البحرين، وسعت إلى إصلاح تدريجي نحو مجتمع إسلامي يطبق الشريعة. ووفقاً لبرقيات دبلوماسية أمريكية مسربة، قامت الحكومة البحرينية بتمويل جماعة الإخوان المسلمين المحلية عبر الديوان الملكي والقطاع المصرفي الإسلامي. وعلى الرغم من هذا التعاون، قدمت السلطات البحرينية دعماً صريحاً للدول المجاورة التي تحركت لقمع الجماعة بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011.

تتمتع جماعة الإخوان بتاريخ طويل من النشاط الاجتماعي والمشاركة السياسية في البحرين. بدأت الجماعة نشاطها في مايو / أيار 1941، عندما أنشأ عدد من طلاب مدرسة الهداية الخليفية في المحرق فرعاً محلياً للجماعة المصرية. وقد اتخذ الفرع ـ الذي كان يُعرف في الأصل باسم “نادي الطلبة” ـ شعاراً له الآية القرآنية (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت). وفي عام 1948، تم تغيير الاسم إلى “نادي الإصلاح” وبدأ النادي في الانتشار وتوسيع دوره في المجتمع، وأصبحت له قاعدة جماهيرية مع موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ومشاركته في المظاهرات التي انطلقت بعد إعلان قيام إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948، وقيام النادي بتشكيل قوة رمزية من أعضائه للمشاركة في حرب فلسطين. وفي عام 1980، غير النادي اسمه إلى “جمعية الإصلاح” التي وصفت نفسها بأنها منظمة مدنية تلتزم بـ “المنهج الإسلامي المستمد من الكتاب والسنة والقائم على الشمول والوسطية”.

في الخمسينيات، درس الناشط الإسلامي عبد الرحمن الجودر (أبو أحمد) في مصر، حيث التقى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا في القاهرة وتأثر بشخصيته ودعوته ويقال إنه ايعه. بعد عودته إلى البحرين، ساعد الجودر على إنشاء مكتبة المحرق التي نشرت المؤلفات الإسلامية للمفكرين الإسلاميين من مصر وسوريا ولبنان، وبدأ الشباب في تلقي هذه الكتب والرسائل، ما جعلهم يرتبطون بفكر الحركة الإسلامية وأهدافها ومنطلقاتها، وبعد مضي سنتين أو ثلاث، استقل الجودر بالمكتبة وسماها “مكتبة الآداب” التي ظلت لفترة طويلة من أكبر المكتبات الإسلامية التي تروِّج للفكر الإسلاموي / الإخواني في البحرين. علاوة على ذلك، كان الجودر عضواً مؤسساً لمجلس المساجد برابطة العالم الإسلامي، وعضواً مؤسساً للجمعيات الخيرية الإسلامية ومقرها الكويت. ومنذ ذلك الحين، انتشر نفوذ الإخوان في جميع أنحاء البلاد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى جهود التجنيد التي بذلتها جمعية الإصلاح.

ومنذ تأسيسها في الأربعينيات من القرن الماضي، افتتحت جماعة الإخوان المسلمين عدداً من الدورات الدينية ونظمت أنشطة اجتماعية لنشر رسالتها في البحرين، إلا أن نشاطها لم يقتصر على المجال الديني. فعلى الرغم من أن التركيز الأساسي للجماعة كان هو العمل كمنظمة اجتماعية وخيرية، فقد أفادت التقارير أن الجماعة حصلت على مناصب في وزارة التعليم في البلاد، وخدمت في أدوار إدارية مختلفة. وفي عام 1973، شارك الجودر في الانتخابات العامة للجمعية الوطنية ولكن أداؤه كان سيئاً، حيث فاز بـ 73 صوتاً فقط. ومع ذلك، خلال هذه المرحلة، لم تكن الجمعية تمارس عملاً سياسياً منظماً، بل كانت تعلن مواقفها السياسية عن طريق البيانات والندوات والزيارات المباشرة التي تتواصل بها مع المسئولين في البلاد.

في عام 1984، شكلت جمعية الإصلاح ذراعها السياسي تحت اسم جمعية المنبر الإسلامي. وأيدت حركة الإخوان العالمية جمعية المنبر، ووصفتها بأنها “جمعية سياسية بحرينية” تمثل “الإسلام في مملكة البحرين”. وقالت جماعة الإخوان إن الحركة “بنيت على القيم المستمدة من التعاليم الإسلامية، وقادتنا السياسيين والأكاديميين”. وفي عام 2000، وعقب تشكيل أمير البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة لصياغة ميثاق للبلاد تحت اسم “المشروع الإصلاحي”، تنطلق من خلاله العملية السياسية، طرحت الجمعية لأول مرة ميثاقاً موازياً يوضح رؤيتها وموقفها من القضايا السياسية والوطنية بشكل عام. ومنذ ذلك الحين، فازت الجمعية بسبعة مقاعد برلمانية عام 2002، وسبعة مقاعد مرة أخرى عام 2006، ومقعدين فقط عام 2010.

خلال الانتفاضات العربية عام 2011، والتي امتدت إلى البحرين في فبراير / شباط من ذلك العام، أصدرت جمعية المنبر إدانات طائفية للمتظاهرين الشيعة في المقام الأول. في يناير/ كانون الثاني 2012، وصف النائب عن المنبر محمد خالد المتظاهرين عبر تويتر بأنهم “خونة” و”عملاء لإيران” ودعا إلى الانتقام العنيف منهم: “إذا رأيت خائناً يعبر الطريق، يجب أن تدهسه وتستمر في السير؛ لأنك في بلد يسمح لك القانون بضربه وسحقه”. وكان خالد قد تحدث في وقت سابق عن دعمه للجهاديين الذين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق ووصفهم بـ “الأبطال”.

في البداية، امتنعت البحرين عن المشاركة في التوجه السياسي والأمني الذي قادته مصر والسعودية والإمارات للضغط على الحركات والأحزاب السنية المتطرفة، وعلى الأخص جماعة الإخوان المسلمين التي تمت إطاحتها من الحكم في مصر عام 2013. على سبيل المثال، في مارس / آذار 2014، تصدر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة عناوين الأخبار، عندما أعلن أن بلاده لا تعتبر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وأن جمعية المنبر لن يتم تصنيفها كمجموعة إرهابية في البحرين. وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2014، فازت الجمعية بمقعدين في الانتخابات البرلمانية في البلاد. بعد ذلك، وعلى الرغم من عدم ذكر جماعة الإخوان المسلمين صراحة، أصدرت جمعية الإصلاح بياناً تنأى فيه بنفسها عن أي أيديولوجية دينية خارجية، وذلك قبل يومين من بدء الأزمة الدبلوماسية في يونيو/ حزيران 2017 بشأن دعم قطر للإرهاب. إلا أن وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة عاد وانتقد في 10 يونيو / تموز 2017 جماعة الإخوان قائلا: “الإخوان المسلمون استباحوا دماء الشعب المصري، وأيضاً أضروا بدولنا دول الخليج وتآمروا عليها، وعلى هذا الأساس نحن نعتبرهم منظمة إرهابية، وكل من يبدي التعاطف أو يقول إنه ينتمي للإخوان سيحاكم على هذا الأساس؛ لأن هذه تهمة إرهابية”.

كرونولوجيا

ـ 1941: جماعة الإخوان المسلمين تبدأ نشاطها في البحرين تحت اسم “نادي الطلبة”.

ـ 1948: جماعة الإخوان تغير اسمها من”نادي الطلبة” إلى “نادي الإصلاح”.

ـ 1973: الناشط الإسلامي والمتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين عبد الرحمن الجودر يشارك في الانتخابات البرلمانية ولكن بسبب أدائه الضعيف فاز بـ 73 صوتاً فقط.

ـ 1984: نادي الإصلاح يؤسس ذراعاً سياسياً له باسم جمعية المنبر الإسلامي.

ـ 2002: جمعية المنبر الإسلامي تفوز بسبعة مقاعد في الانتخابات البرلمانية.

ـ 2006: جمعية المنبر الإسلامي تفوز مرة أخرى بسبعة مقاعد في الانتخابات البرلمانية.

ـ 2007: قادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يعقدون مقابلة مع الدكتور صلاح علي الذي كان يوصف آنذاك برئيس فرع الإخوان في البحرين.

ـ 2010: جمعية المنبر الإسلامي تفوز بمقعدين في الانتخابات النيابية.

ـ مارس / آذار 2014: البحرين تستدعي سفيرها في قطر احتجاجاً على الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين.

ـ 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2014: المنبر الإسلامي يفوز بمقعدين في الانتخابات النيابية.

ـ 3 يونيو / حزيران 2017: قبل يومين من بدء الأزمة الدبلوماسية القطرية، أصدرت جمعية الإصلاح بياناً تنأى فيه بنفسها عن أي أيديولوجية دينية خارجية وتؤكد دعمها لقيادة البحرين وحكمها الدستوري وسياساتها وجهودها لاستئصال الإرهاب.

ـ يونيو / حزيران 2017: البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر رداً على دعمها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة. وبعد أسبوعين، أصدرت الدول الأربع قائمة مطالب لقطر، من ضمنها قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.

ـ يوليو / تموز 2017: وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة يعتبر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ويهدد بتوجيه تهم الإرهاب ضد المتعاطفين معها.

زر الذهاب إلى الأعلى