الشخصيات

إسماعيل قاآني

هو رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهي المنظمة المسؤولة عن صراعات إيران بالوكالة في الشرق الأوسط. وقد لعب فيلق القدس دوراً نشطاً في توفير التدريب والأسلحة للجماعات المتطرفة بما في ذلك المتمردين العراقيين وحزب الله اللبناني وآخرين. بعد وفاة القائد السابق للحرس الثوري قاسم سليماني ـ الذي قُتل في غارة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي في 3 يناير / كانون الثاني 2020 ـ سارع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى تعيين قاآني بديلاً له. وعند تعيينه، وصفه خامنئي بأنه “أحد أبرز قادة الحرس الثوري”. ولكن بحلول نهاية عام 2021، ظهرت تقارير تفيد بأن قاآني فقد السيطرة على الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والتي كانت تتحدى أوامره بشكل علني.

ولد قاآني عام 1957، وفي عام 1981، تلقى تدريبه العسكري في أكاديمية الإمام علي للضباط في طهران. وخلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988)، قاد لواء النصر الخامس ولواء الإمام الرضا 21 المدرع. وبعد الحرب، انضم إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري وبدأ أنشطته في محافظة خراسان المتاخمة لأفغانستان وتركمانستان وباكستان. وكانت الأولويات الإيرانية في تلك المنطقة مكافحة تهريب المخدرات ودعم التحالف الشمالي الأفغاني في معاركه ضد طالبان.

في 27 مارس / آذار 2012، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية قاآني كإرهابي محدد بشكل خاص لدوره في الإشراف على المدفوعات المالية وشحنات الأسلحة إلى عناصر حزب الله وعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري في كل من الشرق الأوسط وإفريقيا.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أعلنت إدارة ترامب فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري، بوصفه داعماً للجماعات الإرهابية. ورد قاآني: “نحن لسنا دولة تروج للحرب، لكن أي عمل عسكري ضد إيران سيكون مؤسفاً […]. تهديدات ترامب ضد إيران ستضر بأميركا […]. نحن نعرف كيف نحارب أمريكا”.

وبصفته خليفة سليماني، يتمتع قاآني بنفوذ سياسي في العراق، حيث تشارك الميليشيات التي ترعاها إيران في الحكومة. وبحسب ما ورد، قام قاآني برحلات إلى العراق للقاء مسؤولين حكوميين قبل ترشيح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في أبريل / نيسان 2020، على الرغم من أنه ادعى أن إيران لن تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، صرح السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، لوسائل إعلام إيرانية بأن جميع الفصائل والأحزاب السياسية وجماعات المقاومة العراقية تربطها علاقات إيجابية مع إيران. وجاءت تصريحات مسجدي بعد وقت قصير من عقد قاآني اجتماعات في العراق مع الكاظمي والرئيس العراقي برهم صالح ومسؤولين آخرين.

ويعد قاآني أيضاً شخصية إيرانية مؤثرة في سوريا، حيث يعد أحد الشخصيات الرئيسة في تورط إيران في الحرب الأهلية السورية. كانت أول رحلة دولية لقاآني بعد ترقيته إلى حلب، سوريا، في مارس / آذار 2020. وقال عضو لجنة المصالحة الوطنية السورية عمر رحمون لوسائل الإعلام الإيرانية إن زيارة قاآني تشير إلى دعم إيران المستمر للنظام السوري.

ووفقاً لتقارير إعلامية، اقترح المسؤولون الأمريكيون أنه من الممكن اغتيال قاآني مثل سلفه. ومن المعروف أن قاآني معروف بانتقاداته للولايات المتحدة وإسرائيل، وقد تعهد مراراً وتكراراً بـ “أيام صعبة للغاية” مقبلة لكلا البلدين. واتهم قاآني الجيش الأمريكي بانعدام الكفاءة، وأعلن أن الولايات المتحدة يجب أن تتوقع عقاب الله على جرائمها. بعد أسابيع من تعيينه في قيادة فيلق القدس، أجرى قاآني مكالمات هاتفية مع زعيم حماس إسماعيل هنية وزعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني زياد النخالة. وفي إشارة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قال قاآني لهنية إن إيران مستعدة لمواجهة وإحباط مؤامرة الولايات المتحدة في المنطقة بالتعاون مع الشعب الفلسطيني. بعد وفاة زعيم الجهاد الإسلامي السابق رمضان شلح في يونيو/ حزيران 2020، تعهد قاآني بأن إيران ستستمر في السير على طريق سليماني من خلال الوقوف إلى جانب “جميع مقاتلي المقاومة الفلسطينية” ومواصلة تعزيز “محور المقاومة”. وبحسب النخالة، فإن قاآني “له دور كبير في دعم المقاومة، خاصة في الوقت الحاضر”.

كان من مهام قاآني إقناع الميليشيات العراقية بأنه ليس من مصلحتها إطلاق الصواريخ على المواقع التي توجد بها قوات أمريكية، لا سيما في المنطقة الخضراء التي تعرضت لقصف صاروخي في 26 يناير / كانون الثاني 2020، ومطار أربيل شمالي العراق. لكن بعد تنصيب إدارة بايدن في يناير / كانون الثاني 2021، واصلت الميليشيات عروضها من العنف بل وكثفتها، مما يدل على عدم قدرة قاآني على السيطرة بشكل كاف على الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران بنفس الكفاءة التي كان يتمتع بها سليماني. علاوة على ذلك، وفقاً لمصادر إعلامية، يُزعم أن قاآني لا يتمتع بنفس الخبرة التي كان يتمتع بها سلفه وليس لديه علاقة مع خامنئي أو مكتبه، وهو عامل حاسم في دوره كقائد لفيلق القدس.

وتفاقمت هذه الادعاءات بعد هجوم بطائرة من دون طيار في 7 نوفمبر / تشرين الثاني 2021 على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد. وحامت الشكوك حول الميليشيات المدعومة من إيران، وخاصة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله. ونفت الميليشيات وإيران تورطهما في الهجوم الذي أدى إلى إصابة الكاظمي وسبعة من أفراد حراسته بجروح طفيفة. وزار قاآني بغداد في 8 نوفمبر / تشرين الثاني ونفى أن يكون لطهران أي علاقة بالهجوم. وفي أعقاب الهجوم، ظهرت تقارير عن حدوث انقسامات بين إيران ووكلائها. وبحسب ما ورد، تحدت عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله أوامر قاآني علناً. ويُزعم أن قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وقائد كتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي أخبرا الإيرانيين أن دعم طهران للكاظمي الذي حصل على ولاية ثانية في الانتخابات العراقية في أكتوبر / تشرين الأول2021 أدى إلى كسر روابط التحالف. ويزعم بعض المحللين الأمنيين في العراق أن قاآني فقد السيطرة على الميليشيات العراقية. وفي فبراير/ شباط 2022، قال الجنرال الأمريكي فرانك ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، لمعهد الشرق الأوسط إن قاآني “لا يمارس نفس الدرجة من السيطرة على الميليشيات المتحالفة مع إيران” كما كان يفعل سليماني. وجاء هذا الإعلان بعد أشهر من التكهنات المتزايدة بأن قاآني يفقد السيطرة على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

في أكتوبر / تشرين الأول 2022، تم إدراج قاآني على قائمة العقوبات الكندية التي ضمت 9 كيانات إيرانية و25 مسؤولاً كبيراً. وجاءت العقوبات رداً على وفاة مهسا أميني في الحجز في 16 سبتمبر / أيلول 2022 بعد اعتقالها بتهمة انتهاك قواعد اللباس النسائي الإيراني، واضطهاد المتظاهرين في الاحتجاجات واسعة النطاق التي تلت ذلك.

وفي 14 سبتمبر / أيلول 2023، قدم المدعون الفرنسيون شكوى جنائية ضد قاآني والقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي ووزير المخابرات الإيراني إسماعيل الخطيب. وفقاً للشكوى التي قدمها ستة مدعين إيرانيين وفرنسيان إيرانيان، بين ديسمبر/ كانون الأول 2022 ويناير/ كانون الثاني 2023، أصدر المتهمون الثلاثة تهديدات بالقتل وبرروا الإرهاب ضد أشخاص يدعمون الاحتجاجات الإيرانية على وفاة مهسا أميني.

زر الذهاب إلى الأعلى