الشخصيات

أبو بكر شيكاو

هو الأمير السابق لجماعة بوكو حرام، أو أهل السنة للدعوة والجهاد، وهي جماعة نيجيرية أعلنت الولاء لتنظيم داعش تحت قيادة شيكاو في مارس / آذار 2015. وفي 3 غشت / آب 2016، أعلنت داعش أن المتشدد أبو مصعب البرناوي قد تولى قيادة الجماعة. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أصدر شيكاو بياناً صوتياً ينفي فيه ادعاءات داعش، وأشار إلى الإعلان على أنه انقلاب. وبعد هذا الإعلان، انقسمت الجماعة إلى فصيلين: بوكو حرام بقيادة شيكاو، وولاية غرب إفريقيا بقيادة البرناوي. لم يتخلّ شيكاو عن بيعته لتنظيم داعش، وفي مارس / آذار 2017، بدأ بإدراج شعارات داعش في مقاطع الفيديو الرسمية لبوكو حرام. تم الإبلاغ عن إصابة شيكاو بجروح خطيرة أو مقتله في مواجهة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا في مايو / أيار 2021. وفي 7 يونيو / حزيران، أصدر التنظيم تسجيلاً صوتياً يؤكد فيه مقتل شيكاو في اشتباك بين قوات بوكو حرام وقوات ولاية غرب إفريقيا في بورنو في 18 مايو / أيار.

ولد شيكاو أو أبو بكر محمد الشكوي عام 1973 في قرية نائية، يعمل أهلها في الزراعة في ولاية يوبي بنيجيريا. عندما كان صبياً صغيراً درس القرآن الكريم في مدرسة إسلامية في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو. وبعد 11 عاماً من الدراسة، ورد أن شيكاو طُرد بسبب سلوكه المتشدد والعدواني. واصل دراساته الإسلامية وحصل على شهادة من كلية ولاية بورنو للدراسات القانونية والإسلامية في عام 2004. وعمل شيكاو بعد ذلك مع محمد يوسف، الداعية الإسلامي الذي أسس جماعة بوكو حرام، وشارك يوسف في التزامه بإعادة هيكلة المجتمع وفقاً للشريعة الإسلامية، وتم تعيينه خلفاً ليوسف بعد مقتله على يد قوات الأمن النيجيرية في يوليو / تموز 2009.

وقد حول شيكاو بوكو حرام إلى منظمة أكثر تطرفاً وعنفاً. وتحت قيادته، قامت الجماعة باختطاف واستعباد واغتصاب المدنيين بشكل روتيني، وبحسب التقارير، قتلت الجماعة أكثر من 15000 شخص. حظيت بوكو حرام باهتمام إعلامي واسع النطاق في أبريل / نيسان 2014 عندما اختطفت أكثر من 200 تلميذة من مدرسة داخلية في شيبوك بنيجيريا. وبعد شهر واحد، ظهر شيكاو في شريط فيديو لبوكو حرام أعلن فيه عن نيته بيع فتيات المدارس كسبايا.

في غشت / آب 2015، زعمت الحكومة التشادية أنه تم استبدال شيكاو كزعيم لبوكو حرام بشخص يدعى محمد داود. وبعد ذلك بوقت قصير، أصدر شيكاو تسجيلاً صوتياً كذّب فيه هذه الادعاءات، وأكد أن قيادة الجماعة لم تتغير. وفي الأشهر السبعة التالية، لم تكن هناك لقطات فيديو لشيكاو مما أثار تكهنات بمقتله، وقد نفى تلك الشائعات، عندما ظهر في مقطع فيديو في مارس/ آذار 2016. ومن المحتمل أن تكون بوكو حرام قد تعمدت خلق بعض الغموض حول الجماعة وزعيمها لأغراض استراتيجية. ووفقاً لتقرير رويترز، فمن المرجح أن يكون لشيكاو عدد من الأشخاص المشابهين، وأن قادة آخرين في بوكو حرام يعملون تحت اسم شيكاو.

وتسببت بيعة شيكاو لتنظيم داعش في مارس / آذار 2015 في حدوث توتر داخل صفوف بوكو حرام. ووفقاً لما قاله الفريق في مشاة البحرية الأمريكية توماس فالدهوزر، فإن شيكاو لم يمتثل لأوامر تنظيم الدولة الإسلامية بالتوقف عن مهاجمة المدنيين المسلمين واستخدام الأطفال كمفجرين انتحاريين. في أوائل غشت / آب 2016، زُعم أن الرجل الثالث في بوكو حرام، مامان نور، أبلغ قيادة داعش عن شيكاو “لقتله أعضاء الجماعة، وخاصة القادة… لمجرد أنهم [شككوا] في هجماته على المساجد والأسواق”. بعد أن عين داعش أبو مصعب البرناوي زعيماً جديداً لبوكو حرام في أوائل غشت / آب 2016، ادعى البرناوي أن الجماعة ستتوقف عن الهجمات على المساجد والأسواق، وستركز بدلاً من ذلك على استهداف الكنائس وقتل المسيحيين.

في 23 غشت / آب 2016، أعلن الجيش النيجيري أن شيكاو “أصيب بجروح قاتلة” في غارة جوية يوم 19 غشت / آب في ولاية بورنو. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام أخذت هذا الإعلان في البداية على أنه يعني أن شيكاو قُتل في الغارة الجوية، أوضح المتحدث العسكري العقيد ساني عثمان لاحقاً أن شيكاو أصيب فقط. وبمجرد تعافيه، ظهر شيكاو في عدد من مقاطع الفيديو، وورد أنه واصل توجيه الهجمات ضد المدنيين المسلمين.

على الرغم من الادعاءات المتكررة من الحكومة والجيش النيجيريين بأن شيكاو قد قُتل، في 29 يونيو / حزيران 2017، أصدر شيكاو مقطع فيديو جديداً أعلن فيه أنه لا يوجد مجال للمسيحيين للعيش مع المسلمين في البلاد على قدم المساواة. وبعد بضعة أشهر، في 2 يناير / كانون الثاني 2018، أصدر رسالة فيديو أعلن فيها مسؤوليته عن عدد من الهجمات في شمال شرق نيجيريا، بما في ذلك مايدوجوري وغامبورو ودامبوا. ووقعت الهجمات خلال موسم عيد الميلاد، واستهدفت في كثير من الأحيان قوافل الجنود النيجيريين والأسواق المزدحمة.

في 15 فبراير / شباط 2018، عرض الجيش النيجيري مكافأة قدرها ثلاثة ملايين نيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على شيكاو. وفي 3 مارس / آذار 2020، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 7 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على شيكاو.

في 11 ديسمبر / كانون الأول 2020، تم اختطاف حوالي 300 طالب من مدرستهم في كانكارا بولاية كاتسينا شمال شرق نيجيريا. وبعد يومين، أصدر شيكاو مقطعاً صوتياً أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم. وأظهر مقطع فيديو لاحقاً أحد الصبية يقول إنهم محتجزون لدى “عصابة شيكاو”. وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول، أعلن شيكاو مرة أخرى مسؤوليته عن عملية الاختطاف في مقطع فيديو نُشر على تيليجرام. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الخاطفين الفعليين كانوا على الأرجح خارج التسلسل القيادي المباشر لشيكاو وأنهم مجرد قطاع طرق تعهدوا بالولاء لبوكو حرام.

في 18 مايو / أيار 2021، حاصر مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا المنشق عن بوكو حرام شيكاو في ولاية بورنو النيجيرية. وبحسب التقارير، فجر شيكاو قنبلة لتجنب القبض عليه، وزعمت بعض التقارير أنه توفي في الانفجار، بينما زعمت مصادر استخباراتية محلية أخرى أن شيكاو أصيب بجروح خطيرة، لكنه هرب مع حفنة من مقاتلي بوكو حرام. وتحدث تسجيل صوتي لشيكاو صدر في 18 مايو/ أيار عن ولائه لتنظيم داعش، وقال إنه لم يتمرد على داعش أو زعيمها، وألقى باللوم في الخلاف مع ولاية غرب إفريقيا على الآخرين الذين سعوا إلى زرع الفرقة، ورفضوا نقل رسائله إلى قيادة داعش.

في 7 يونيو / حزيران 2021، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا تسجيلاً صوتياً يؤكد مقتل شيكاو في انفجار 18 مايو / أيار، كما أكد تقرير للمخابرات النيجيرية مقتله وفقاً لشهود عيان. يُزعم أن زعيم داعش السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو الذي أمر مباشرة بقتل شيكاو بسبب استمراره في استهداف المدنيين “المسلمين” بشكل عشوائي مما أثر على شعبية الجماعة في نيجيريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى