الشخصيات

أبو إبراهيم الهاشمي القرشي

هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، الخليفة الثاني لتنظيم الدولة الإسلامية، وأحد الأعضاء المؤسسين للتنظيم. تم تعيينه خلفاً لأبي بكر البغدادي في 31 أكتوبر / تشرين الأول 2019، بعد مقتل الخليفة السابق في غارة أمريكية في 26 أكتوبر / تشرين الأول. وكان المولى ضابطاً سابقاً في جيش صدام حسين، ويعدّ من أبرز أعضاء دائرة البغدادي. وقد صنفت وزارة الخارجية الأمريكية المولى على أنه إرهابي عالمي محدد، وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وفي 3 فبراير / شباط 2022، شنت القوات الخاصة الأمريكية غارة في أطمة شمالي سوريا استهدفت المولى. وفي بداية العملية قام المولى بتفجير قنبلة، ما أدى إلى مقتله مع أفراد عائلته.

ولد المولى في الموصل عام 1976. ينحدر من منطقة تلعفر السنية بالعراق. تخرج من كلية العلوم الإسلامية في الموصل وحصل على الماجستير في علوم القرآن. ويُذكر أنه درس أيضاً الفقه الإسلامي في جامعة الموصل. وبعد أن أنهى دراسته، خدم ضابطا في جيش صدام حسين. وفي أعقاب الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والقبض على صدام عام 2003، تحول المولى إلى التطرف العنيف وتولى في نهاية المطاف دور المفتي الديني لتنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي.

في عام 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض على المولى بسبب صلاته بتنظيم القاعدة. وأثناء سجنه في معسكر بوكا في البصرة، بالقرب من الحدود العراقية الكويتية، التقى بالبغدادي وارتبط بعلاقة وثيقة معه. من غير المعروف متى تم إطلاق سراح المولى، لكن المؤكد أنه عاد إلى الموصل، وانضم مرة أخرى إلى القاعدة.

في عام 2014، استقبل المولى البغدادي في الموصل. وبعد الخلاف بين القاعدة وداعش حول موضوع سوريا، ترك المولى القاعدة وتعهد بالولاء والدعم الكامل لداعش للسيطرة بسرعة على الموصل. وسرعان ما رسخ مكانته بين كبار قادة داعش، حيث كان يحظى باحترام كبير. كان المولى، وهو صانع سياسات وحشي، مسؤولاً عن القضاء على أولئك الذين عارضوا قيادة البغدادي. علاوة على ذلك، يُذكر أنه في عام 2015، كان المولى من بين القادة الذين أصدروا فتوى لداعش بقتل واستعباد الآلاف من الإيزيديين، وهم أقلية دينية في العراق.

وعلى الرغم من أصل المولى التركماني ـ معظم كبار قادة داعش من العرب العراقيين ـ في غشت / آب 2019، أفادت وكالة أعماق التابعة لداعش أن البغدادي رشح المولى ليكون خليفته. في 21 غشت / آب 2019، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وزادت وزارة الخارجية المكافأة إلى 10 ملايين دولار في 24 يونيو / حزيران 2020.

في 31 أكتوبر / تشرين الأول 2019، بعد أيام قليلة من مقتل البغدادي على يد القوات الأمريكية، أصدر داعش تسجيلاً صوتياً أعلن فيه المولى زعيماً جديداً للتنظيم. وفي 24 مارس / آذار 2020، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية المولى على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص.

في 20 مايو / أيار 2020، انتشرت أنباء تفيد باعتقال المولى في العراق، وأعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي إلقاء القبض على قيادي في تنظيم داعش يدعى عبد الناصر قرداش. زعمت بعض التقارير في البداية أن قرداش هو المولى، وسرعان ما تراجعت قوات الأمن العراقية عن هذا الادعاء، وحددت المسلح المأسور على أنه قيادي في داعش كان يعد في السابق بديلاً للبغدادي.

وبقي المولى في الظل بعد تعيينه، لكن في 3 فبراير / شباط 2022، شنت القوات الخاصة الأمريكية غارة في أطمة شمالي سوريا استهدفت منزله. وشارك في الغارة نحو عشرين من قوات الكوماندوز الأمريكية مدعومين بطائرات هليكوبتر حربية وطائرات بدون طيار وطائرات هجومية. ومع بدء العملية، قام المولى بتفجير قنبلة أدت إلى مقتله مع أفراد عائلته. واستمرت العملية حوالي ثلاث ساعات، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصاً، من بينهم أربع نسوة وستة أطفال. وتم إجلاء ما لا يقل عن عشرة مدنيين، من بينهم ثمانية أطفال. ووفقاً لمساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقد تم التخطيط للعملية قبل أشهر مع إجراء العشرات من التدريبات.

في 10 مارس / آذار 2022، أصدر المتحدث باسم داعش تسجيلاً صوتياً أكد فيه وفاة المولى، وأعلن تعيين زعيم جديد للتنظيم، أبو الحسن الهاشمي القرشي. واكتفى التسجيل بالقول إن المولى والناطق السابق باسم داعش أبو حمزة القرشي “قُتلا في الأيام الأخيرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى