أبحاث ودراسات

مراجعة كتاب “مخاطر الإسلاموية اللاعنفية” لإلهام مانع

في حين تشن معظم دول أوروبا حملة صارمة ضد الإسلاميين، وبينما يعمل الإسلاميون الأوروبيون على تقويض هذه الجهود من خلال اتهام القائمين عليها بـ”الإسلاموفوبيا”، ينبّه كتاب إلهام مانع القراء إلى مخاطر الإسلاموية اللاعنفية وتكتيكاتها السياسية المختلفة. تصف مانع، عالمة السياسة والناشطة المدنية والأستاذة بجامعة زيورخ، كيف تتسلل الإسلاموية اللاعنفية إلى المجتمعات الغربية، من الإخوان المسلمين إلى الديوبنديين، والسمات الأيديولوجية التي تشترك فيها مع الحركات الجهادية.

ولإلقاء الضوء على التطرف، تستعين مانع في البداية بتجربتها الشخصية كمراهقة في اليمن أغرتها جاذبية دوائر الإخوان المسلمين، ثم تشير إلى عدد من دراسات الحالة الإضافية لإسلاميين متطرفين من خلفيات مختلفة. كما تناقش النظريات الأكثر تجريداً وتضارباً حول التطرف التي طورها الأكاديميان الفرنسيان جيل كيبيل وأوليفييه روى.

تتعمق مانع في السياسة والأنشطة الإسلاموية في مختلف البلدان الأوروبية، حيث تزدهر الحركات الإسلامية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الفهم المضلل للمثقفين والمشرعين والناشطين غير المسلمين الذين تندد مانع بنظرتهم الخاطئة إلى الإسلاميين بوصفهم المسلمين الأكثر أصالة.

وفي حين يغطي الكتاب الصادر عام 2021 العديد من جوانب الإسلاموية في ما يزيد قليلاً على مائتي صفحة، تتجنب المؤلفة الاختصارات الفكرية في وصفها للإسلاموية بوصفها أيديولوجية لا يمكن فصلها تماماً عن دين الإسلام، ولا يمكن اعتبارها المظهر الأكثر شرعية له.

ولكن بعض العناصر المهمة غائبة. على سبيل المثال، يتجاهل تحليل مانع للنفوذ الإسلامي المتنامي في النظام التعليمي في العديد من البلدان الأوروبية المثال المضاد الأكثر وضوحاً: المدارس العامة العلمانية الصارمة في فرنسا، حيث يُحظر ارتداء الرموز الدينية. وفي حين تشير مانع في كثير من الأحيان إلى أن الإسلاميين يمارسون التمييز على نطاق واسع ضد المرأة، فإنها لا تستكشف الحقيقة غير المريحة المتمثلة في انضمام العديد من النساء المسلمات بمحض إرادتهن، وبحماس، إلى الحركات الإسلامية وممارسة نفوذ كبير فيها في بعض الأحيان.

في الفصل الأخير، تحث مانع قراءها على الانضمام إلى النضال ضد الإسلاموية. ولكنها تبدو مدركة بشكل غامض أن اقتراحها بإنشاء “برامج لاهوتية مصممة بشكل جيد” لتدريب الأئمة ينطوي على مخاطر تعزيز النفوذ الإسلاموي بدلاً من الحد منه. ومع ذلك، يقدم الكتاب نظرة عامة ممتازة على الأيديولوجية الإسلاموية اللاعنفية فضلاً عن مظاهرها وامتداداتها الغربية، وينتهي بدعوة إلى اتخاذ إجراءات جادة وعملية لمواجهة تأثيراتها السامة على أوروبا، وعلى الإسلام والمسلمين قبل ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى