طائرات تابعة للحرس الثوري الإيراني نقلت أسلحة للجيش السوداني

كشفت قناة “إيران إنترناشيونال” ومقرها لندن أن طائرة شحن إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني نقلت أسلحة إلى القوات المسلحة السودانية الشهر الماضي في ظل الحرب الأهلية المستمرة في ذلك البلد.
وقال مصدر استخباراتي أوروبي إن طائرة بوينج 747 مسجلة برقم اي بي-اف اي بي، وتشغلها شركة فارس إير قشم، وهي شركة طيران مملوكة للمنظمة العسكرية القوية، غادرت طهران وهبطت في بورتسودان تحت رقم الرحلة دبليو5998 في 17 مارس/ آذار.
وأكد مصدر ثانٍ مطلع على أنشطة الحرس الثوري الإيراني أن الشحنة تحتوي على معدات عسكرية، بما في ذلك أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة.
وأضاف المصدر أن الشحنة تم تسليمها للجيش السوداني.
يقود الحرس الثوري الإيراني، وهو قوة شبه عسكرية عابرة للحدود الوطنية، جهود طهران لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، بما في ذلك تدريب وتسليح شبكة من الوكلاء تضم حماس وحزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية.
وكانت إيران قد استخدمت في السابق نفس الطائرة – التي تحمل نفس رقم التسجيل – لنقل شحنة مماثلة من بندر عباس (جنوب إيران) إلى السودان في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز 2024.
في الأشهر الأخيرة، أشار العديد من التحقيقات مفتوحة المصدر إلى تزايد الدور العسكري الإيراني في السودان. أظهرت صور أقمار صناعية نشرتها خدمة بي بي سي العالمية طائرات إيرانية من دون طيار متمركزة في موقع عسكري بالقرب من الخرطوم.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن طهران أرسلت إلى السودان طائرات من دون طيار من طراز أبابيل-3 ومهاجر-6، وهي طرازات معروفة بقدراتها الاستطلاعية والهجومية. وأرسلت إيران مثلها إلى الجماعات المسلحة في العراق وفنزويلا وروسيا.
ويخوض الجيش السوداني حرباً منذ عامين ضد قوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية.
وشهدت العلاقات بين إيران والسودان تقلبات في السنوات الأخيرة. في عام 2016، وبعد اقتحام متظاهرين لمنشآت دبلوماسية سعودية في إيران، قطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع طهران إلى جانب حلفاء آخرين للسعودية.
لكن البلدين استأنفا العلاقات في أواخر عام 2023، وسط الحرب بين إسرائيل وحماس. وفي ديسمبر/ كانون الأول، زار وزير الخارجية السوداني طهران، وأعلنت الحكومتان إعادة العلاقات الرسمية.
وفي فبراير/ شباط، عاد وزير الخارجية السوداني علي يوسف إلى إيران لإجراء مزيد من المحادثات.
في العام الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران اقترحت على السودان اتفاقية تقدم بموجبها سفينة حربية مقابل قاعدة دائمة. وذكر التقرير أن الحكومة السودانية رفضت العرض.
ومع ذلك، يبدو أن عمليات تسليم الأسلحة من طهران استمرت. وذكرت وكالة بلومبرج في ديسمبر/ كانون الأول 2024 أن إيران تدعم الجيش السوداني بالأسلحة والطائرات المسيرة، في حين تسعى طهران وحليفتها موسكو إلى إنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر.
وقال التقرير إن إيران سلمت أسلحة للجيش السوداني وزودته بعشرات الطائرات من دون طيار، مما ساعد على ترجيح كفة الحرب ضد قوات الدعم السريع المعارضة، ولكنه أمّن لطهران أيضاً موطئ قدم في المنطقة.
