ضغوط أمريكية على العراق لحلّ الميليشيات المدعومة من إيران

أفادت تقارير أن الولايات المتحدة تضغط على الحكومة العراقية لحل الميليشيات الموالية لإيران. وتأتي هذه الجهود وسط دعوات من بعض الساسة العراقيين لتفكيك هذه الميليشيات أو دمجها في قوات الأمن العراقية، فيما تعارض الميليشيات وداعموها هذا الإجراء.
في أوائل مارس / آذار، أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لبدء مناقشات حول البرنامج النووي الإيراني. صرح سفير إيران لدى العراق محمد كاظم الصادق بأن رسالة ترامب دعت أيضاً إلى حل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي وفصائل مسلحة أخرى.
تشكلت قوات الحشد الشعبي، وهي تكتل من الميليشيات المدعومة بشكل شبه حصري من طهران، عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كجزء من الحكومة العراقية. وتضم العديد من المنظمات الأجنبية المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، والتي هاجم بعضها القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها.
ونفى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن تكون رسالة ترامب إلى إيران تتضمن طلباً بحل الحشد الشعبي. ومع ذلك، أشارت تقارير مختلفة إلى ضغوط أمريكية على العراق لحل قضية الميليشيات المدعومة من إيران منذ تولي ترامب منصبه.
بعد أيام من تنصيبه، أصدر ترامب مذكرة الأمن القومي الرئاسية رقم 2، التي تعيد فرض أقصى قدر من الضغط على إيران لمواجهة نفوذها الإقليمي. في 25 فبراير / شباط، اتصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالسوداني لمناقشة “الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق” و”تقليص النفوذ الإيراني الخبيث”. في أوائل مارس / آذار، أنهت إدارة ترامب إعفاءً سابقاً كان يسمح للعراق بشراء الطاقة الإيرانية على الرغم من العقوبات. كما أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث تعليمات للسوداني بضمان احتكار الحكومة العراقية لاستخدام السلاح.
وأعرب مسؤولون عراقيون عن قلقهم إزاء التداعيات المحتملة على العلاقات الأمريكية العراقية في حال فشلت بغداد في معالجة قضية الميليشيات. في الأيام التي سبقت أداء ترامب اليمين الدستورية، صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاق مع الميليشيات لنزع سلاحها، إلا أن قادة الميليشيات يرفضون التخلي عن سلاحهم.
في أعقاب بدء الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين، الجماعة المدعومة من إيران في اليمن، سادت مخاوف لدى إيران والميليشيات العراقية المدعومة منها من احتمال شن هجوم أمريكي على العراق. وذكرت وسائل إعلام عراقية أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، زار بغداد في الأيام التي تلت بدء العملية الأمريكية في اليمن. ويُزعم أن قاآني حذر الميليشيات العراقية من القيام بأي نشاط عسكري تجنّباً لأيّ رد فعل أمريكي. ووفقاً لمصادر محلية، نقلت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق أسلحة ومقرات وأهداف محتملة أخرى في منتصف مارس/ آذار خشية التعرض لضربات أمريكية أو إسرائيلية.
يضم المشهد الميليشياوي المعقد في العراق مجموعة من الجماعات الطائفية المعروفة بدعمها وولائها لإيران، بعضها يعمل ضمن قوات الحشد الشعبي، وهي من الناحية الفنية جهاز حكومي، والبعض الآخر خارج نطاق الدولة تماماً. وقد وافق المسؤولون العراقيون على طلبات الولايات المتحدة بوضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الحكومة. ومع ذلك، فإن ذلك يتم باعتبار قوات الحشد الشعبي مؤسسة حكومية شرعية.
يسعى العراق حالياً إلى إقرار تشريع لتحديث وترسيم وضع قوات الحشد الشعبي. لم يقدَّم نص القانون المقترح بعد، وهو مؤجَّل لأسباب إجرائية. كما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن قانون الخدمة والتقاعد لقوات الحشد الشعبي الذي طُرِح في وقت سابق من هذا العام.
