تقارير ودراسات

قوس الجهاد: منظومة التشدد في شرق ووسط وجنوب إفريقيا (تقرير)

بحسب قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، كان الإرهاب في تزايد مستمر في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ عام 2004. وشهدت السنوات التي تلت ذلك إنشاء تنظيمين تابعين للقاعدة: اتحاد المحاكم الإسلامية، السلف السابق لحركة الشباب المجاهدين، في الصومال في عام 2006، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في عام 2007، والذي كان مقره في المقام الأول بين حدود جنوب الجزائر وشمال مالي. وفي غضون فترة قصيرة من الزمن، شكل اتحاد المحاكم الإسلامية والمنظمات التي سبقته تهديداً كافيّاً لجر الولايات المتحدة والمنطقة ككل إلى التدخل العسكري في الصومال.

بحلول عام 2018، تجاوزت منطقة جنوب الصحراء الكبرى شمال إفريقيا والشرق الأوسط من حيث عدد الضحايا نتيجة للهجمات الإرهابية التي نفذها الإسلاميون المتشددون. وتزامن هذا التحول مع انهيار خلافة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مما دفع التنظيم إلى البدء في إنشاء ولايات إقليمية في إفريقيا. وفي سياق ذلك، كان على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن يتعامل مع فروع القاعدة المحلية، مما أدى إلى اشتباكات مميتة، لكنه تمكن أيضاً من الاستفادة من الفصائل الجهادية الناشئة والمتمردين الطموحين والشبكات المتطرفة.

ما بين 2015 و2019، استحوذ تنظيم الدولة الإسلامية على أربع مجموعات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل: في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى؛ وفي نيجيريا، ولاية غرب إفريقيا؛ وفي الصومال، الدولة الإسلامية في الصومال؛ وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزامبيق، ولاية وسط إفريقيا. ونتيجة لذلك، منذ عام 2015، كان عدد الحوادث التي تنطوي على معارك مع قوات الأمن والانفجارات والعنف عن بعد ضد المدنيين في زيادة مطردة، حيث كان عام 2020 هو العام الأكثر دموية في منطقة الساحل وغرب ووسط وشرق إفريقيا.

كانت الصومال تاريخياً بمثابة بؤرة للتطرف الإسلامي في شرق إفريقيا؛ فمنذ ظهور شبكة القاعدة في تسعينيات القرن العشرين وحتى حركة الشباب المجاهدين في الوقت الحاضر، تحولت منطقة شرق إفريقيا والصومال بالتحديد، إلى مركز للحركة الجهادية العالمية، وخاصة تنظيم القاعدة. وعلى خلفية توغلات داعش عبر القارة، صرح أيمن الظواهري في عام 2018:

“فلنقِم في شرق إفريقيا قاعدة متينة للإسلام والجهاد، لننصر أمة الإسلام في كل مكان، ونعاقب من ينتهك حرماتها ويعتدي على أعراضها… إخواني المجاهدين في شرق إفريقيا! عليكم أن تدركوا حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقكم. أنتم لا تخوضون حرباً محلية، بل تواجهون حملة من الصليبيين المعاصرين وحليفتهم إسرائيل، التي تسعى للسيطرة على القرن الإفريقي ورأس النيل، وخنق الجهاد الإسلامي في شرق إفريقيا وبقية العالم”.

ومع ذلك، فإن الإعلان عن إنشاء فروع رسمية لتنظيم الدولة الإسلامية في وسط وشرق إفريقيا كان بمثابة مفاجأة، حيث لا جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا موزمبيق لديهما روابط قوية مع العالم الإسلامي التقليدي، ولأن ذلك يمثل قطيعة مع الهيمنة التاريخية لتنظيم القاعدة في المنطقة.

في إطار سعيه إلى فهم أفضل لتوغل داعش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والطبيعة الدولية للشبكات المسلحة في المنطقة، يدرس هذا التقرير “النظام البيئي الإسلامي المتطرف” في شرق ووسط وجنوب إفريقيا. يتناول التقرير المسار التاريخي والأيديولوجي للشبكات المسلحة عبر الحدود، ويوضح بالتفصيل مركزية الصومال كمعقل للتشدد في المنطقة.

وعلى الرغم من أن الهدف من هذا التقرير ليس نفي العوامل المحلية التي تساهم في صعود التمردات الإسلاموية، فإنه جاء نتيجة للصعود المفاجئ لتنظيم الدولة الإسلامية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثر هذه التمردات بعوامل عابرة للحدود الوطنية.

يقدم القسم الأول من التقرير المنهجية والإطار اللازمين لتكوين تصور عن فهمنا للشبكات المتطرفة في سياق الانتماءات المحلية. ويحلل القسم الثاني العوامل العابرة للحدود الوطنية التي أدت إلى ظهور الفصائل الجهادية الناشئة والشبكات المتطرفة في شرق إفريقيا. ويتناول القسم الثالث بشكل نقدي المناقشات الجارية حول بنية الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث اعترف التنظيم بشكل مثير للجدل بقوات التحالف الديمقراطي وجماعة أهل السنة والجماعة كمجموعات تابعة له. ويتناول القسمان الرابع والخامس التمردات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق على التوالي، موضحين مساراتها التاريخية، وارتباطاتها الدولية، وانتماءاتها لتنظيم داعش وكيف تتطور عسكرياً ومن حيث قدراتها الدعائية والعملياتية. وأخيراً، يستكشف القسم السادس تطور الشبكات المتطرفة المتعاطفة مع داعش في جنوب إفريقيا ودورها كأحد العوامل العابرة للحدود الوطنية التي تساهم في التمرد في موزمبيق.

يمكن الاطلاع على التقرير الكامل هنا:

https://icsr.info/wp-content/uploads/2021/11/ICSR-Report-The-Arc-of-Jihad-The-Ecosystem-of-Militancy-in-East-Central-and-Southern-Africa.pdf

كما يمكن الاطلاع على لمحة عامة عن نتائجه هنا:

https://icsr.info/wp-content/uploads/2021/11/ICSR-Infographic-The-Arc-of-Jihad-The-Ecosystem-of-Militancy-in-East-Central-and-Southern-Africa.pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى